ثم أسلم حمزة بن عبد المطلب عمه صلى الله عليه وسلم، وكان أعزّ فتى في قريش، وأشدّه شكيمة، فعز به (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكفّت عنه قريش قليلا (2).
قال العتقي: وكان إسلامه سنة ست (3).
وسألوه: إن كنت تطلب مالا، جمعنا لك مالا تكون به أكثرنا مالا؛ وإن كنت تريد الشرف فينا، فنحن نسوّدك علينا، وإن كنت تريد ملكا، ملّكناك علينا؛ وإن كان هذا الذي يأتيك رئيّا (4) قد غلب عليك، بذلنا أموالنا في طلب الطبّ حتى نبرئك منه أو نعذر فيك.
فقال لهم عليه الصلاة والسلام: «ما بي ما تقولون، ولكنّ الله بعثني رسولا، ونزّل عليّ كتابا، وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا، فبلّغتكم رسالات ربي، ونصحت لكم، فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظّكم في الدنيا والآخرة، وإن تردّوه عليّ أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم» (5).
ثم إن النّضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط ذهبا إلى أحبار يهود، فسألاهم عنه عليه الصلاة والسلام فقالوا لهما: سلاه عن ثلاثة، فإن
_________
(1) في (1): ففرح به.
(2) انظر تفاصيل قصة إسلامه رضي الله عنه في السيرة 1/ 291 - 292، والروض الأنف 2/ 49 ففيه زيادة.
(3) هكذا أيضا عند ابن سعد 3/ 9، وفي الإصابة 2/ 122 عند ترجمته: أسلم في السنة الثانية من البعثة.
(4) الرّئي-بفتح الراء وكسرها-ما يتراءى للإنسان من الجن. (الخشني).
(5) السيرة 1/ 295 - 296.
أخبركما بهنّ فهو نبي مرسل، وإن لم يفعل، فهو متقوّل، سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول، وعن رجل طوّاف، وعن الروح. فأنزل الله تعالى سورة الكهف (1).