خرجه بهذا السياق أبو عمر وابن السماك ومعناه في الصحيح.
(شرح) : ذرفت عيناه دمعت يقال ذرف الدمع ذرفا وذرفانا أي سال.
وقال الواقدي توفى ابراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم يوم الثلاثاء لعشر ليال خلت من ربيع الاول سنة عشر في بنى مازن عند أم بردة ابنة المنذر من بنى النجار ودفن بالبقيع، قال غيره وحمل على سرير صغير وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبقيع وكبر عليه أربعا، وقال ندفنه عند فرطنا عثمان بن مظعون، ومعنى الفرط والفارط المتقدم للقوم والاصل فيه المتقدم إلى الماء ليرتاد لهم ويهيئ لهم الدلاء والارشية (1) .
وروت عائشة رضى الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دفن ابنه ابراهيم ولم يصل عليه.
خرجه أبو عمر ولا يصح والاول قول الجمهور، ويجوز أن يكون معنى قولها ولم يصل عليه أي بنفسه وأمر أصحابه أن يصلوا عليه، أو لم يصل
عليه في جماعة فلا تضادد بين هذا وبين قول الجمهور.
وروى أنه غسله أبو بردة.
وروى الفضل بن عباس ولعلهما اجتمعا عليه ونزل في قبره الفضل وأسامة والنبى صلى الله عليه وسلم على شفير القبر، ولما دفن رش قبره وعلم بعلامة قال الزبير وهو أول قبر رش.
ذكر سنة عليه السلام قال أهل العلم بالتاريخ مات وله ستة عشرا شهرا وقيل ثمانية عشر.
__________
(1) الارشية: الحبال.
(ذكر ما جاء أن الشمس انكسفت يوم موته) عن جابر بن عبد الله قال انكسفت الشمس يوم مات ابراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم فقال الناس إنما انكسفت لموت ابراهيم فقال عليه السلام (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله عزوجل وإنها لا يكسفان لموت أحد من الناس فإذا رأيتم شيئا من ذلك فصلوا حتى تنجلي.
أخرجاه، وقد ذكر في معنى قولهم ذلك أن الغالب في كسوف الشمس أن يكون يوم الثامن والعشرين أو التاسع والعشرين فكسفت في يوم موت ابراهيم وكان يوم العاشر من ربيع الاول فلذلك قالوا ذلك والله أعلم.
ذكر ما جاء أن ابراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو عاش كان نبيا، والتوصية بأخواله عن أنس بن مالك وقد قيل له كم كان بلغ ابراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم قال وقد كان ملا لهذه ولو بقى لكان نبيا ولكن لم يبق لان نبيكم آخر الانبياء عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام.
خرجه أبو عمر.
وهذا إنما يقوله أنس عن توقيف يخص إبراهيم وإلا فلا يلزم أن يكون ابن النبي نبيا بدليل ابن نوح عليه السلام.
قال أبو عمر وروى انه صلى الله عليه وسلم قال إذا دخلتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فان لهم ذمة ورحما.
وروى أنه صلى الله عليه وسلم قال لو عاش
إبراهيم لاعتقت أخواله ولو ضعت الجزية عن كل قبطى.
(