كانت السيدة رملة بنت أبي سفيان (أمّ حبيبة) -رضي الله عنها- قدِمَت فيمن قدم من مهاجري الحبشة مع جعفر بن أبي طالب إلى المدينة.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أرسل إلى النجاشي يخطبها، وذلك بعد أن مات زوجها وقد تنصَّر بالحبشة، وأبت هي أن تتنصَّر وثبتت على إسلامها -رضي الله عنها-
فكأن الرسول صلى الله عليه وسلم رضي بما رأي من تمسكها بدينها وثباتها على الإسلام فأراد أن يكافئها فأرسل في طلب الزواج منها، فلما علمت السيدة أم حبيبة بطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم الزواج منها، رحبت بذلك فأوكلت خالد بن سعيد بن العاص وليًّا عنها في الزواج؛ حيث كان أبوها أبو سفيان بن حرب لا يزال مشركًا، وقد أصدقها النجاشي أربعمائة دينار، وصنع لها وليمة فاخرة، وجهزها وأرسلها إلى المدينة[انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود].
وكان زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من أم حبيبة بنت أبي سفيان سببًا للمودة بين النبي صلى الله عليه وسلم وآل أبى سفيان، وقد أنزل الله تعالى في شأن ذلك الزواج قرآنًا، وهو قوله تعالى: ( ۞عَسَى ٱللَّهُ أَن يَجۡعَلَ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَ ٱلَّذِينَ عَادَيۡتُم مِّنۡهُم مَّوَدَّةٗۚ )[الممتحنة : 7]، يقول ابن عباس -رضي الله عنهما-: «فكانت المودة التي جعل الله بينهم تزويج النبي صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان»[انظر: الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي، تفسير الآية 7 سورة الممتحنة].