وقعت في العام الثامن الهجري، وذلك بموضع لقبيلة جهينة يسمى الحُرقة وهي من بطون (فروع) قبيلة جهينة، بالجزيرة العربية.
قادها أسامة بن زيد رضي الله عنه وكان أسامة قائدا مغوارا وهو ابن مولى النبي زيد بن حارثة، وقد تربى في كنفه وولاه النبي قيادة الجيش وهو لا يزال دون العشرين من عمره، وقاد العديد من السرايا الكبرى كما أهبه النبي لغزو الروم قبل رحيله.
وفي المقابل كانت قبيلة جهينة وفرعها الحرقة وقد سموا بذلك لأنهم أحرقوا بني سهم بن مرة بن عوف بالنبل، في عهد جدهم جهيش بن عامر . [النسابون العرب]
تأديب بني مرة من بطون جهينة، ضمن سرايا النبي لقتال المتربصين بالإسلام من الأعراب والقبائل المشركة.
بعث النبي صلى الله عليه وسلم، أسامة بن زيد إلى الحرقات من قبيلة جهينة. [البخاري باب الغزوات 5/88] وقيل بأن أحداث تلك السرية إنما ترجع لسرية غالب الليثي إلى بني مرة عام 7 هـ [ابن سعد 2/119وابن هشام 2/623].
وأوصى أمير السرية جنوده بتقوى الله وحده لا شريك له، وطاعته، ثم رتبهم ثنتين ثنتين، بحيث لا يفارق أحدهما أخاه إلا إن قُتل، وأمرهم إن كبروا بأن يكبروا مثله، ويجردوا سيوفهم، ويحملوا حملة واحدة، وهو ما حدث فعلا. [زاد المعاد: ج3 فصل رد المهاجرين منائحهم للأنصار]
وقد أغار المسلمون على النصارى من بني مرة وهزموهم صبيحة السرية، وساقوا نعما وشاء لديهم.
جاء في تلك السرية أن أسامة بن زيد أدرك رجل من الأنصار، من بني مرة، فلما أشهر عليه السلام وكان بصحبته أبوعبيدة بن الجراح، نطق الرجل بالشهادة "أشهد أن لا إله إلا الله" فقتلاه ظنا أنه يقولها متعوذا فقط وليس بقلبه.(قيل بأن هذا الرجل هو مرداس بن نهيك) [زاد المعاد: سابق]
ولما علم رسول الله بما حدث منهما، قال حزينا: «يا أسامة من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة» وظل يرددها، (أي كيف تقتل من نطق الشهادة)، وقد سأله النبي :«أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم؟» وهنا ندم أسامة ندما شديدا يقول : وددت لو أن ما مضى من إسلامي لم يكن وأني أسلمت يومئذ (أي لم أرتكب تلك الخطيئة ) وقد عاهد الله ألا يقتل رجلا يقول بشهادة التوحيد أبدا . [رواه أبوداود: 2643].
انتصار المسلمين، ومقتل عدد من النصارى واتخاذ نعمهم وشائهم غنيمة.
-تقوى الله وطاعة قائد السرية والنظام الشديد من عوامل نجاح الجيش المسلم.
-حرمة دماء من نطق الشهادة (مرداس بن نهيك) والإقرار بالخطيئة والتوبة عنها طلبا للمغفرة (أسامة بن زيد)
-جهاد المسلمين بلا انقطاع لنصرة دين الله (لا يكاد يخلو شهر في ذلك العام من سرية ضد قبيلة متربصة بالإسلام).
-تمكين الله للمؤمنين (يلاحظ أن اعداد المسلمين في السرايا كانت دوما أقل من المشركين ومع ذلك تحقق النصر بفضل الإيمان والاستعداد)