وقعت في شعبان عام 8 هـ ، وذلك بأرض في نجد بجزيرة العرب تسمى "خضرة" كانت تقطنها قبائل غطفان وبطونها ومنهم بني عبس.
قادها الصحابي أبوقتادة الأنصاري، رضي الله عنه، في 15 رجلا من أصحابه، وكان القائد أحد أكابر المجاهدين ممن حضروا غزوات الرسول وتولى في هذا العام قيادة سريتين ضد القبائل المعادية للإسلام، كما أن النبي دعا له في غزوة "ذي قرد" وأسماه "خير الفرسان" لشجاعته. [الإصابة لابن حجر 4/158]
مواجهة قبيلة غطفان حين حشدت للإغارة على المدينة بأرض محارب بنجد، وإظهار المنعة أمام الأعراب والمشركين ممن تربصوا برسول الله والمسلمين في تلك الفترة، وأغضبهم السرايا المتلاحقة الناجحة التي يشنها أصحاب محمد.
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبا قتادة الأنصاري و15 رجلا إلى غطفان، وأمره بشن غارة عليهم.
سار أبوقتادة كعادة البعوث التي يرسلها الرسول ضد القبائل، ليلا، وكمن نهارا، وباغت عددا كبيرا منهم، وقاتل أبوقتادة منهم رجالا، وساق النعم والسبايا. [ابن هشام 4/624]
جاء أن أبا قتادة رضي الله عنه خطب في أصحابه المجاهدين، واوصاهم بتقوى الله عز وجل، وجعل كل رجلين سويا لا يتفارقان إلا إن قتل أحدهما، وأمرهم بالتكبير إن كبر، والحمل على المشركين إن فعل، أي أن يحذو حذوه، وتأسى بسنة الحبيب في عدم الإمعان بطلب العدو إن فر من أرض المعركة، وعدم قتل النساء والصبية . [مغازي الواقدي: 2/778]
وجاء أن عبدالله بن حدرد أمعن في طلب رجل سخر من المسلمين وجرد سيفه وقال لهم مستفزا مشاعرهم "هلموا إلى الجنة" أي بملاحقته وقتله، فأمعن في طلبه وقتله رميا بالنبل، ولامه أمير السرية، حتى أخبره الأخير بما كان منه. [الواقدي، المصدر نفسه]
وكانت غنيمة المسلمين: 200 بعير ومن الغنم 2000 شاة.[ابن سعد 2/132]
وقيل بأن عبدالله بن أبي حدرد رضي الله عنه أحد من شاركوا في السرية كان قد جاء الرسول في المدينة ،يستعين به على نكاح إحدى الفتيات، فأرسله النبي إلى غطفان عله يصيب مهر زوجته، وبالفعل كانت غنيمة المسلمين كبيرة . [المغازي للواقدي 2/777]
جمع المسلمون الغنائم، وأخرجوا الخمس فعزلوه، كما أمرهم ربهم، واقتسموا كل واحد اثنا عشر بعيرا، وبينهم عبدالله بن عمر . [رواه مسلم: 1749]
وذهبت في سهم أبي قتادة جارية جميلة وضيئة، فاستوهبها رسول الله، أي طلبها منه، ومنحها لمحمية بن جزء، وفاء لتعهد قديم بمنحه سبية من أول غنيمة .
نصر المسلمين وغنيمة وسبي من غطفان أعداء الإسلام ووقوع قتلى بينهم.
- أخلاق المؤمنين في الحرب: ويتضح من تلك السرية عدم إمعان الطلب في القتل، عدم قتل النساء والصبية، وتقوى الله.
- حسن تدبير القائد المسلم: جعل كل اثنين متلازمين بالقتال، الكمون نهارا خشية افتضاح أمر التحرك.
- التربية الجهادية للصحابة: كان ابن حدرد قد جاء النبي يطلب نكاحا فأرسله النبي للجهاد طلبا للمهر!
- وفاء النبي: الجارية التي وهبها النبي لأحد الصحابة.