نسبة لسرية الصحابي الجليل زيد إلى بني ثعلبة وهي قبيلة عربية أصلها يهودي وتسكن بقرب المدينة.
وقعت السرية في جمادي الأخرة لعام ٦ هـ، عند الطرف وتبتعد ٣٦ ميلًا من المدينة طريق البقرة على المحجة.
قادها الصحابي زيد بن حارثة رضي الله عنه في ١٥ رجلًا من المجاهدين من أصحابه، ويلاحظ أنه في تلك الفترة كان زيد يخرج للسرايا المتتابعة الواحدة تلو الأخرى ما يدل على ثقة النبي صلى الله عليه وسلم الكبيرة في قدرته وإيمانه، وقد رعاه منذ جاءه صغيرًا وتبناه، وقاد زيد سبع سرايا وشهد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم حتى استشهد بغزوة مؤتة التي قادها، وعن عَائِشَةَ قَالَتْ: «مَا بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ فِي جَيْشٍ قَطُّ إِلا أَمَّرَهُ عَلَيْهِمْ وَلَوْ بَقِيَ بَعْدَهُ اسْتَخْلَفَهُ» (موسوعة صحيح السنة )
كانت قبيلة بني ثعلبة إحدى القبائل التي تحيك المكر بالمسلمين في المدينة، لقربها منهم من جانب، وكونهم من اليهود، وكانت تلك الفترة هي التي يبعث فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم السرايا لتمكين دولة الإسلام ضد أعدائها.
بعث الرسول صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة لبني ثعلبة فأصاب زيد عشرين بعيرًا وشاء، ولم يجد أحدًا منهم، لأنهم ظنوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سار إليهم، فصبح زيد بالنعم والشاء المدينة، وقد خرجوا في طلبه فأعجزهم وكان شعارهم الذي يتعارفون به في ظلمة الليل «أمت أمت».
وللعلم فقد غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضد بني ثعلبة عديد من المرات بينها: غزوة ذي القصة، غزوة بني ثعلبة، غزوة طرف وسرية الحسمي.
غنم أنعام من بني ثعلبة وهروبهم خوفًا من المسلمين.
تمكين رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين كان مبني على الجهاد المتواصل والإيمان والعزيمة التي لا تلين والثقة بنصر الله، ولهذا كان ينصر من أعتى القبائل العربية بالرعب وقبل المسير فيفرون هربًا.
"أخلاقيات الحرب في ضوء السيرة النبوية" لسيف النصر الطرفاوي ص 353 ، "الرحيق المختوم" للمباركفوري ص 323، "السيرة الحلبية" الإليكترونية، "نهاية الأرب في فنون الأدب" للنويري16/350، مجلة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة اللبنانية