نسبة لموقع ذهب إليه المسلمون لنصرة مبعوثهم إلى قيصر الروم بعد أن بغت عليه قبيلة جذام.
في جمادى الأخرة لعام ٦ هـ، وقد وقعت بمحل يقال له حِسمى وراء وادي القرى بالحجاز.
قادها الصحابي الجليل زيد بن حارثة رضي الله عنه في ٥٠٠ من المجاهدين من أصحابه.
إظهار المنعة بوجه قبيلة جذام التي نقضت العهد بقطع طريق عودة دحية الكلبي رضي الله عنه (مبعوث النبي لهرقل عظيم الروم) وسلبت ماله وكسوته.
دحية يحمل رسالة النبي صلى الله عليه وسلم لهرقل
أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم لهرقل عظيم الروم رسالة مشهورة يدعوه فيها للإسلام، وأنه لو فعل يؤته الله أجره مرتين وإلا غضب الله عليه.
كان مبعوث النبي صلى الله عليه وسلم هو صحابي يدعى دحية الكلبي رضي الله عنه، وقد عاد من قبل ملك الروم برسالة امتنان جاء فيها الإيمان بمحمد الذي بشر به عيسى من قبل، ونكران الروم لحقيقة نبوءة محمد برغم دعوة ملكهم بل وتمنيه أن يغسل قدمي النبي (السيرة الحلبية نقلا عن البخاري).
ودحية رجل من الأنصار وزوجته ابنة عم الرسول أبي لهب، وهو مشهور بجمال الصورة حتى كان جبريل يأتي أحيانا على صورته (الطبراني) .
جريمة قبيلة جذام
عاد دحية من عند قيصر بمال وكسوة، ولما وصل منطقة "حسمى" لقيته جماعة من قبيلة جذام، وسلبوا ما عنده.
وقد شكا دحية للنبي صلى الله عليه وسلم ما جرى له، فبعث صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة إلى حِسْمي برفقة عدد كبير من الصحابة.
غارة زيد على جذام
انطلق زيد رضي الله عنه وكان يسير ليلا ويمكث نهارا للتخفي، ولما وصل شن الغارة على جذام.
وشهدت الغارة مقتل رؤوس التآمر الهنيد وابنه ومن كان معهم مع الصبح، وأخذ زيد من النعم ألف بعير، ومن الشاة خمسة آلاف، والسبي مائة من النساء والصبيان.
وكان بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين قبيلة جذام موادعة (معاهدة)، فأسرع زيد بن رِفَاعة الجذامي أحد زعماء هذه القبيلة بتقديم الاحتجاج (وكان قد أسلم هو ورجال من قومه)، فقبل النبي عذرهم وأمر برد الغنائم والسبي. (الرحيق المختوم)
ويرى ابن القيم أن هذه السرية قد وقعت بعد صلح الحديبية لورود رسالة النبي لهرقل قبلها (زاد المعاد)
وفي رواية أن جماعة من القوم المغار عليهم مسلمون قالوا لزيد أنهم يؤمنون بالله وقرأوا في القرآن، وجاءوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وطالبوه بإطلاق من كان حيا، فقال رسول الله ﷺ:«صدق فبعث عليا كرم الله وجهه بسيف النبي يأمر زيدا أن يخلي بينهم وبين حرمهم وأموالهم، ففعل»(صحيح مسلم : كتاب الجهاد والسير).
وقال ابن إسحاق : قدم رفاعة بن زيد على رسول الله في هدنة الحديبية فأسلم وحسن إسلامه، ودعا قومه فأسلموا ونزلوا منطقة الحرة("الوثائق السياسية للعهد النبوي" لمحمد حميد).
قتل المتآمرين من قبيلة جذام وأسر مجموعة ثم العفو عنها وعن الغنائم مراعاة للعهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حنكة رسول الله صلى الله عليه وسلم في اختيار رسله للقبائل والملوك.
وفاء النبي صلى الله عليه وسلم للعهد والجيرة، وقد رد الودائع لقبيلة عاهدته.