واتّصل بمحمد من بعد ذلك أن خالد بن سفيان بن نبيح الهذلّي مقيم بنخلة أو بعرنة، وأنه يجمع الناس ليغزوه؛ فدعا إليه عبد الله بن أنيس وبعثه يتجسّس حتى يقف على جليّة الخبر، وسار عبد الله حتى لقي خالدا وهو في ظعن يرتاد لهن منزلا. فلما انتهى إليه سأله خالد: من الرجل؟ فأجابه: أنا رجل من العرب سمع بك وبجمعك لمحمد فجاءك لذلك. فلم يخف خالد أنه يجمع الجمع ليغزو المدينة. ولمّا رآه عبد الله في عزلة من الرجال وليس معه إلا أولئك النسوة استدرجه للمسير معه، حتى إذا أمكنته منه الفرصة حمل عليه بالسيف فقتله، ثم ترك ظعائنة منكبّات عليه يبكينه، وعاد إلى المدينة فأخبر الرسول الخبر. وهدأت بنو لحيان من هذيل بعد موت زعيمها زمنا، ثم فكّرت تحتال لتثأر له.