ثم سرية محمد بن مسلمة إلى ذي القصة في شهر ربيع الآخر سنة ست من مهاجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان بعثه عليه الصلاة والسلام إلى بني ثعلبة، وبني عوال من ثعلبة، وهم بذي القصة «2» من عشرة نفر، فوردوا عليهم ليلا، فأحدق به القوم، وهم مائة رجل، فتراموا ساعة بالنبل، ثم حملت عليهم الأعراب بالرماح فقتلوهم، ووقع محمد بن مسلمة جريحا، ومر به رجل من المسلمين، فحمله حتى ورد به المدينة.
سرية أبي عبيدة بن الجراح إلى ذي القصة «3» .
ثم سرية أبي عبيدة عامر بن الجراح إلى ذي القصة في شهر ربيع الآخر سنة ست من مهاجرة صلى الله عليه وسلم، وبعث أبا عبيدة في أربعين رجلا من المسلمين، غذوا السير إلى ذي
__________
(1) - الطبقات الكبرى (2/ 85) .
(2) - وبين ذي القصة وبين المدينة أربعة وعشرون ميلا طريق الربذة.
(3) - الطبقات الكبرى (2/ 86) .
القصة حتى وافوها مع عماية الصبح، فأغاروا عليها، فأعجزوهم هربا في الجبال، ثم أصاب رجلا واحدا فأسلم وتركه. فأخذ نعما من نعمهم ورثة من متاعهم، وقدم المدينة فخمسه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقسم ما بقي عليهم.