ثم غزوة الخندق-وتسمى الأحزاب-في ذي (1) القعدة.
وقال ابن عقبة: في شوال سنة أربع (2).
قال ابن إسحاق: في شوال سنة خمس (3).
وذكرها البخاري قبل غزوة ذي الرقاع (4).
وكان المشركون عشرة آلاف، عليهم أبو سفيان بن حرب، والمسلمون ثلاثة آلاف (5).
_________
(1) يعني من سنة خمس، وهو قول الواقدي 2/ 440 - 441، وابن سعد 2/ 65 ومن تابعهما.
(2) ذكره البخاري تعليقا، أول باب غزوة الخندق من كتاب المغازي، ووصله البيهقي في الدلائل 3/ 392 - 393، ورجحه ابن حزم/185/.
(3) السيرة 2/ 214. وبه قال ابن حبان/256/، وأبو عمر في الدرر/169/. ويؤيد كونه في السنة الخامسة: قول الحافظ عبد الرزاق في مصنفه 5/ 367: كانت بعد أحد بسنتين.
(4) وذلك في الباب (29)، بينما ذكر ذات الرقاع في الباب (31) من كتاب المغازي، بل قال في هذه الأخيرة: إنها بعد خيبر. وجمع البيهقي بين قولي ابن عقبة وابن إسحاق. ورجح الحافظ في الفتح 7/ 454 قول ابن إسحاق، وكذا فعل ابن القيم في الزاد 3/ 269، وابن كثير في الفصول/164/.
(5) اتفق ابن إسحاق 2/ 219 - 220، والواقدي 2/ 444 و 452، وابن سعد 2/ 66 على هذا. وقيل: كان المشركون أربعة آلاف، والمسلمون نحو الألف. (الفتح).
وحفر النبي صلى الله عليه وسلم الخندق في ستة أيام، بمشورة سلمان (1).
وتداعوا إلى البراز، وأقاموا على ذلك بضع عشرة ليلة، فمشى نعيم بن مسعود الأشجعي إلى الكفار وهو مخف إسلامه، فثبّط قوما عن قوم، وأوقع بينهم شرا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم له: «الحرب خدعة» (2).
وأرسل الله تعالى ريحا هزمهم (3) بها.
وأقام عليه الصلاة والسلام بالخندق خمسة عشر يوما، وقيل: أربعة وعشرين يوما. وفرغ منه لسبع ليال بقين من ذي القعدة (4).
_________
(1) أما مدة حفر الخندق: فهي عند الواقدي 2/ 454، وتبعه ابن سعد 2/ 67. وأما مشورة سلمان رضي الله عنه: فهي في السيرة 2/ 224، والطبقات 2/ 68، وساقها الحافظ في الفتح 7/ 453 عن أبي معشر. وأما حفر الخندق نفسه فهو في الصحيح، أخرجه البخاري من عدة أحاديث، انظرها في باب غزوة الخندق.
(2) تقدم هذا الحديث وخرجته في الصحيحين. وكونه قيل في غزوة الخندق أخرجه ابن إسحاق 2/ 229، والواقدي 2/ 486 - 487، وذكره الحافظ في الفتح 6/ 183 عنه. وأما قصة نعيم: فقد خرجها ابن إسحاق 2/ 229 - 231، والواقدي 2/ 480 - 487، وعبد الرزاق 5/ 368 - 369، وابن سعد 2/ 73.
(3) السيرة 2/ 231، والطبقات 2/ 71. وذكرها الله تعالى في كتابه فقال: فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها [الأحزاب:9]. وانظر تفسير ابن كثير 3/ 478 - 479.
(4) من سنة خمس: انظر الواقدي 2/ 440 - 441 و 491، والطبقات 2/ 70 و 73، والوفا/714/. وفي دلائل البيهقي 3/ 401 عن ابن عقبة: أن مدة الحصار كانت عشرين ليلة. وفي السيرة 2/ 223: «بضعا وعشرين ليلة، قريبا من شهر».
وقال: لن تغزوكم قريش بعد عامكم هذا (1).
ودخل المدينة يوم الأربعاء (2).