بعد رحيل الأحزاب، وضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سلاحه واغتسل، فجاءه جبريل -عليه السلام- وقال له: قد وضعت السلاح!، والله ما وضعناه، فاخرج. قال: فإِلى أين؟ قال: ها هنا، وأشار إِلى بني قريظة (1).
وسبب ذلك أن بني قريظة ارتكبوا الخيانة العظمى، واتفقوا مع الأحزاب على الغدر بالمسلمين من الداخل، لكن الله خذلهم وكبتهم، فسار إِليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحاصرهم، فنزلوا ورضوا أن يحكم فيهم سعد بن معاذ - رضي الله عنه - فجىء بسعد، وكان يعالج من جراحه فقال سعد: (فإِني أحكم فيهم أن تقتل المقاتلة، وتسبى النساء والذرية، وأن تقسم أموالهم) (2). فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قضيت فيهم بحكم الله) (3).