واتّصل نبأ هذا السير بمحمد والمسلمين معه في المدينة ففزعوا. ها هي ذي العرب كلها قد أجمعت أمرها لتسحقنّهم ولتقضينّ عليهم ولتستأصلنّهم. وها هي ذي قد جاءت في عدة وعديد ما لها في حروب العرب جميعا من قبل مثل. وإذا كانت قريش قد انتصرت في أحد عليهم لما خرجوا من المدينة وكانت دون هذه الأحزاب بمراحل في العدد والعدة، فماذا عسى أن يصنع المسلمون لمقابلة الألوف المؤلّفة من رجال وخيل وإبل وأسلحة وذخيرة؟! لم يكن سبيل إلى غير التحصن بيثرب العذراء، على ما وصفها عبد الله بن أبيّ. ولكن أيكفي هذا التحصن أمام تلك القوّة الساحقة؟! وكان سلمان الفارسي يعرف من أساليب الحرب ما لم يكن معروفا في بلاد العرب، فأشار بحفر الخندق حول المدينة وتحصين داخلها. وسارع المسلمون إلى تنفيذ نصيحته، فحفر الخندق وعمل فيه النبيّ عليه السلام بيديه، فكان يرفع التراب ويشجّع المسلمين بذلك أعظم التشجيع، ويدعوهم إلى مضاعفة الجهد. وأخذ المسلمون آلات الحفر، من مساح وكرازين ومكاتل «1» من قريظة: اليهود الذين بقوا على ولائهم. وبهذا الدأب والجهد المتّصل تمّ حفر الخندق في ستة أيام. وفي هذه الأثناء كذلك حصّنت جدران المنازل التي تواجه العدو والتي بينها وبين الخندق نحو فرسخين. وعند ذلك أخليت المساكن التي ظلت فيما وراء الخندق، وجيء بالنساء والأطفال إلى هذه المنازل التي حصّنت ووضعت الأحجار إلى جانب الخندق من ناحية المدينة لتكون سلاحا يرمى به عند الحاجة إليه.
وأقبلت قريش وأحزابها وهي ترجو أن تلقى محمدا بأحد، فلم تجد عنده أحدا. فجاوزته إلى المدينة حتى فاجأها الخندق، فعجبت أن لم تكن تتوقّع هذا النوع من الدفاع المجهول لها. وبلغ منها الغيظ حتى زعمت أن الاحتماء وراءه جبن لا عهد للعرب به. وعسكرت قريش ومن تابعها بمجتمع الأسيال من رومة، وعسكرت غطفان ومن اتبعها من أهل نجد بذنب نقمى. أمّا محمد فخرج في ثلاثة آلاف من المسلمين فجعل ظهره إلى هضبة سلع، وجعل الخندق بينه وبين أعدائه، وهناك ضرب عسكره ونصبت له خيمته الحمراء. ورأت قريش والعرب معها أن لا سبيل إلى اجتياز الخندق فاكتفت بتبادل الترامي بالنبال عدّة أيام متتابعة.
وأيقن أبو سفيان والذين معه أنهم مقيمون أمام يثرب وخندقها طويلا دون أن يستطيعوا اقتحامها. وكان الوقت آنئذ شتاء قارسا برده، عاصفة رياحه، يخشى في كل وقت مطره. وإذا كان من اليسير أن يحتمي أهل مكة وأهل غطفان من ذلك كله بمنازلهم في مكة وفي غطفان، فالخيام التي ضربوا أمام يثرب لا تحميهم منه فتيلا. وهم بعد قد جاؤا يرتجون نصرا ميسورا لا يكلفهم غير يوم كيوم أحد، ثم يعودون أدراجهم يتغنّون
__________
(1) المساحي: جمع مسحاة وهي المجرفة التي يسحى بها الطين أي يجرف. والكرازين الفؤوس. واحدها كرزون وكرزين. والمكاتل: جمع مكتل، وهو الزنبيل (المقطف) الذي يحمل فيه التراب وغيره.
بأناشيد الفوز ويستمتعون باقتسام الغنائم والأسلاب. وماذا عسى أن يمسك غطفان عن أن تعود أدراجها وهي إنما اشتركت في الحرب لأن اليهود وعدتها متى تم النصر، ثمار سنة كاملة من ثمار مزارع خيبر وحدائقها، وها هي ذي ترى النصر غير ميسور، أو هو على الأقل غير محقق، وهو يحتاج من المشقة في هذا الفصل القارس إلى ما ينسيها الثمار والحدائق! فأما انتقام قريش لنفسها من بدر ومما لحقها بعد بدر من هزائم، فأمره مدرك على الأيام ما دام هذا الخندق يحول دون إمساك محمد بالتلابيب، وما دامت بنو قريظة تمدّ أهل يثرب بالمؤونة إمدادا يطيل أمد مقاومتهم شهورا وشهورا. أفليس خيرا للأحزاب أن يعودوا أدراجهم؟! نعم! لكن جمع هؤلاء الأحزاب لجرب محمد مرّة أخرى ليس بالأمر الميسور. وقد استطاع اليهود، وحييّ بن أخطب على رأسهم، أن يجمعوها هذه المرّة للانتقام لأنفسهم من محمد وأصحابه عما أوقع بهم وببني قينقاع من قبلهم. فإن أفلتت الفرصة فهيهات هيهات أن تعود، وإن انتصر محمد بانسحاب الأحزاب فالويل ثم الويل لليهود.
,
قدر حييّ بن أخطب هذا كله، وخاف مغبّته، ورأى أن لا مفرّ من أن يقامر باخر سهم عنده. فأوحى إلى الأحزاب أنه مقنع بني قريظة بنقض عهد موادعتهم محمدا والمسلمين والانضمام إليهم، وأن قريظة متى فعلت انقطع المدد والميرة عن محمد من ناحية، وفتح الطريق لدخول يثرب من ناحية أخرى. وسرّت قريش وغطفان بما ذكر حيّي، وسارع هو فذهب يريد كعب بن أسد صاحب عقد بني قريظة. وقد أغلق كعب دونه باب حصنه أول ما عرف مقدمه عليه، مقدّرا أن غدر قريظة بمحمد ونقضها عهده وانضمامها إلى عدوه قد يفيده ويفيد اليهود إذا دارت الدوائر على المسلمين، لكنه جدير بأن يمحوها محوا إذا هزمت الأحزاب وانصرفت قواتها عن المدينة. غير أن حييّا ما زال به حتى فتح له باب الحصن ثم قال له: «ويحك يا كعب! جئتك بعز الدهر وببحر طام. جئتك بقريش وبغطفان مع قادتها وسادتها، وقد عاهدوني وعاقدوني على ألا يبرحوا حتى نستأصل محمدا ومن معه» وتردد كعب وذكر وفاء محمد وصدقه لعهده، وخشي مغبّة ما يدعوه حيّيّ إليه. لكن حييّا ما زال به يذكر له ما أصاب اليهود من محمد وما يوشك أن يصيبهم منه إذا لم تنجح الأحزاب في القضاء عليه، ويصف له قوة الأحزاب وعدتها وعددها، وأنها لم يمنعها غير الخندق أن تقضي في سويعة على المسلمين جميعا، حتى لان كعب له، فسأله: وماذا يكون إذا ارتدّت الأحزاب؟ هناك أعطاه حييّ موثقا إن رجعت قريش وغطفان ولم يصيبوا محمدا أن يدخل معه في حصنه فيشركه في حظه. وتحركت في نفس كعب يهوديته فقبل ما طلب ونقض عهده مع محمد والمسلمين وخرج من حياده.
,
واتّصل نبأ انضمام قريظة إلى الأحزاب بمحمد وأصحابه، فاهتزّوا له وخافوا مغبّته. وبعث محمد سعد بن معاذ سيّد الأوس وسعد بن عبادة سيّد الخزرج ومعهما عبد الله بن رواحة بن جبير ليقفوا على جلية الأمر، على أن يلحنوا «1» به عند عودتهم إن كان حقّا حتى لا يفتّوا في أعضاد الناس. فلمّا أتى هؤلاء الرسل ألفوا قريظة على أخبث ما بلغهم عنهم. فلمّا حاولوا ردّهم إلى عهدهم طلب كعب إليهم أن يردوا إخوانهم يهود بني النّضير إلى ديارهم. وأراد سعد بن معاذ، وكان حليف قريظة، أن يقنعها مخافة أن يحلّ بها ما حلّ ببني النضير أو ما هو شرّ منه؛ فانطلقت اليهود ووقعوا في محمد عليه السّلام: وقال كعب: من رسول الله!! لا عهد بيننا وبين محمد ولا عقد. وكان الفريقان يتشاتمان.
__________
(1) اللحن هنا: الإشارة والتعريض.
,
رجع رسل محمد إليه بما رأوا. هنالك عظم البلاء واشتد الخوف، ورأى أهل المدينة طريق قريظة وقد فتح للأحزاب فدخلوا عليهم وأستأصلوهم. ولم يكن ذلك محض خيال ووهم، فهم رأوا قريظة تقطع المدد والميرة عنهم، ورأوا قريشا وغطفان، منذ عاد حييّ بن أخطب ينئبهم بإنضمام قريظة إليهم، قد تغيّرت نفسيّتهم وأخذوا يعدون أنفسهم للقتال. وذلك أن قريظة استمهلت الأحزاب عشرة أيام تعدّ فيها عدتها على أن تقاتل الأحزاب المسلمين في هذه الأيام العشرة أشدّ القتال. وذلك ما فعلوا. فقد ألفوا ثلاث كتائب لمحاربة النبيّ؛ فأتت كتيبة ابن الأعور السلميّ من فوق الوادي، وأتت كتيبة عيينة بن حصن من الجنب، ونصب له أبو سفيان من قبل الخندق. وفي هذا الموقف نزلت هذه الآيات:
,
(إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا. هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالًا شَدِيداً. وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً. وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً) «1»
ولأهل يثرب أبلغ العذر إن هم بلغ منهم الفزع وزلزلت قلوبهم. ولمن قال منهم العذر في أن يقول: كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط. وللذين زاغت أبصارهم العذر في أن تزيغ. وللذين بلغت قلوبهم الحناجر العذر في أن تبلغها. أليس هو الموت يرون آتيا بالشرر عينه، مصوّرة في بريق هذه السيوف تلمع في أيدي قريش وفي أيدي غطفان، وتدبّ إلى القلب مخافته متسللة من منازل بني قريظة الغدرة الخائنين! ألا ويل لليهود! ما كان أجدر محمدا بأن يقضي على بني النّضير وأن يستأصلهم بدل أن يذرهم يرتحلون موفورين، وأن يذر حييّا والذين معه يؤلبون العرب على المسلمين ليستأصلوهم. ألا إنها الطامّة الكبرى والفزع الأكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
وسمت روح الأحزاب المعنوية، حتى دفعت بعض فوارس من قريش، منهم عمرو بن عبدودّ، وعكرمة بن أبي جهل، وضرار بن الخطاب، أن يقتحموا الخندق، فتيمموا مكانا منه ضيقا فضربوا خيلهم فاجتازته فجالت بهم في السّبحة بين الخندق، وسلع. وخرج عليّ بن أبي طالب في نفر من المسلمين فأخذوا عليهم الثغرة التي اقتحمت منها خيلهم، وتقدم عمرو بن عبدودّ ينادي. من يبارز؟ ولمّا دعاه ابن أبي طالب إلى النزال قال في صلف: لم يا بن أخي! فو الله ما أحبّ أن أقتلك. قال عليّ: لكني أحب والله أن أقتلك.
فتنازلا فقتله عليّ؛ وفرّت خيل الأحزاب منهزمة، حتى اقتحمت الخندق من جديد مولّية الأدبار لا تلوي على شيء. وأقبل نوفل بن عبد الله بن المغيرة على فرس له بعد ما غربت الشّمس يريد أن يجتاز الخندق، فهوى هو والفرس فيه فصرعا وتحطّما. وأرسل أبو سفيان يعرض دية جثته مائة من الإبل، فرفض النبي عليه السلام وقال: خذوه فإنه خبيث خبيث الدّية.
,
وأعظمت الأحزاب نيرانها مبالغة في تخويف المسلمين وإضعافا لروحهم، وبدأ المتحمسون من قريظة
__________
(1) سورة الأحزاب الآيات من 10 إلى 13.
ينزلون من حصونهم وآطامهم إلى منازل المدينة القريبة منهم، يريدون إرهاب أهلها. كانت صفية بنت عبد المطلب في فارع حصن حسان بن ثابت، وكان حسان فيه مع النساء والصبيان، فمرّبهم يهودي يطيف بالحصن. فقالت صفية مخاطبة حسان: إن هذا اليهودي يطيف يا حسّان بالحصن كما ترى، وإني والله ما آمنه أن يدلّ على عورتنا من وراءنا من اليهود، ورسول الله وأصحابه قد شغلوا عنا، فانزل إليه فاقتله. قال حسّان: يغفر الله لك يا بنة عبد المطلب! والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا. فأخذت صفيّة عمودا ونزلت من الحصن وضربت به اليهوديّ حتى قتلته. فلما رجعت قالت: يا حسان انزل إليه فاسلبه فإنه لم يمنعني من سلبه إلا أنه رجل. قال حسان: مالي يا بنت عبد المطلب بسلبه من حاجة!
وظلّ أهل المدينة في فزعهم وزلزال قلوبهم، على حين جعل محمد يفكر في الوسيلة إلى الخلاص، ولم تكن الوسيلة مواجهة العدوّ بطبيعة الحال. فلتكن الحيلة إذا. فبعث إلى غطفان يعدها ثلث ثمار المدينة إن هي ارتحلت. وكانت غطفان قد بدأت تملّ، فأظهرت امتعاضا من طول هذا الحصار وما لقوا من العنت أثناءه لغير شيء إلا إجابة حييّ بن أخطب واليهود الذين معه. ثم إن نعيم بن مسعود ذهب بأمر الرسول إلى قريظة، وكانت لا تعرف أنه أسلم، وكان لها نديما في الجاهلية، فذكرهم بما بينه وبينهم من مودّة، ثم ذكر لهم أنهم ظاهروا قريشا وغطفان على محمد، وقريش وغطفان ربما لا تطيقان المقام طويلا فترتحلان فتخليان ما بينهم وبين محمد فينكّل بهم، ونصح لهم ألا يقاتلوا مع القوم حتى يأخذوا منهم رهنا بأيديهم حتى لا تتنحّى قريش وغطفان عنهم. واقتنعت قريظة مما قال. ثم ذهب إلى قريش فأسرّ لهم أن قريظة ندموا على ما فعلوا من نكث عهد محمد، وأنهم عاملون لاسترضائه وكسب مودّته بأن يقدموا له من أشراف قريش من يضرب أعناقهم.
ولذلك نصح لهم إن بعثت إليهم اليهود يلتمسون رهائن من رجالهم ألا يبعثوا منهم أحدا. وصنع نعيم مع غطفان ما صنع مع قريش وحذّرهم مثل ما حذرهم. ودبّت الشبهة من كلام نعيم إلى نفوس قريش وغطفان فتشاور زعمائهم، فأرسل أبو سفيان إلى كعب سيد بني قريظة يقول له: قد يا كعب طالت إقامتنا وحصارنا هذا الرجل، وقد رأيت أن تعمدوا إليه في الغد ونحن من ورائكم فعاد رسول أبي سفيان إليه بقول زعيم قريظة: إن غدا السبت، وإنا لا نستطيع القتال والعمل يوم السبت. فغضب أبو سفيان وصدق حديث نعيم، وأعاد الرسول يقول لقريظة: اجعلوا سبتا مكان هذا السبت، فإنه لا بد من قتال محمد غدا؛ ولئن خرجنا لقتاله ولستم معنا لنبر أن من حلفكم ولنبد أنّ بكم قبل محمد. فلما سمعت قريظة كلام أبي سفيان كررت أنها لا تتعدّى السبت، وقد غضب الله على قوم منهم تعدوه فجعلهم قردة وخنازير. ثم أشاروا إلى الرهائن حتى يطمئنوا لمصيرهم. فلما سمع ذلك أبو سفيان لم يبق لديه في كلام نعيم ريبة، وبات يفكر ماذا عسى أن يصنع؛ وتحدث إلى غطفان فإذا هي تتردّد في الإقدام على قتال محمد متأثرة بما كان قد بدأها به من وعدها ثلث ثمار المدينة وعدا لم يتمّ أن اعترضه سعد بن معاذ وسادة المدينة من الأوس والخزرج ومن أصحاب مشورة رسول الله.
,
فلما كان الليل عصفت ريح شديدة، وهطل المطر غزيرا، وقصف الرعد، ولمع البرق، واشتدت العاصفة فاقتلعت خيام الأحزاب وكفأت قدورهم وأدخلت الرعب إلى نفوسهم، وخيّل إليهم أن المسلمين انتهزوا فرصة ليعبروا إليهم وليوقعوا فيهم. فقام طليحة بن خويلد فنادى: إن محمدا قد بدأكم بشرّ فالنجاة النجاة. وقال أبو سفيان: «يا معشر قريش، إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام. لقد هلك الكراع «1»
__________
(1) الكراع: اسم جمع للخيل، وقيل الكراع: الخيل والبغال والحمير. والخف: الجمل المسن، والمراد هنا الإبل التي يرحلون عليها.
والخف، وأخلفنا بنو قريظة وبلغنا منهم ما نكره، ولقينا من شدّة الريح ما ترون فارتحلوا فإني مرتحل» .
فاستخفّ القوم ما استطاعوا حمله من متاع وانطلقوا وما تزال الريح تعصف بهم، وفرّوا وتبعتهم غطفان والأحزاب. وأصبح الصبح ولم يجد محمد أحدا، فانصرف راجعا إلى منازل المدينة والمسلمون معه، يرفعون أكفّ الضراعة إلى الله شكرا أن كشف الضرّ عنهم وأن كفى المؤمنين القتال.
,
حيي بن أخطب وتأليبه العرب جميعا على المسلمين- عشرة آلاف مقاتل يقصدون المدينة- سلمان الفارسي يشير بحفر الخندق حولها- حصار قريش وغطفان إياها- نقض بني قريظة عهدهم مع المسلمين- ضياع الثقة بين العرب واليهود- انسحاب العرب عن المدينة- محاصرة بني قريظة القضاء عليهم بالقتل ...
,
حيي بن أخطب وتأليبه العرب جميعا على المسلمين- عشرة آلاف مقاتل يقصدون المدينة- سلمان الفارسي يشير بحفر الخندق حولها- حصار قريش وغطفان إياها- نقض بني قريظة عهدهم مع المسلمين- ضياع الثقة بين العرب واليهود- انسحاب العرب عن المدينة- محاصرة بني قريظة القضاء عليهم بالقتل ...