وقال أبو سعيد دفنت أمه صلى الله عليه وسلم بمكة وأهل مكة يزعمون أن قبرها في مقابر أهل مكة من الشعب المعروف شعب أبى دب وكان أبو دب رجلا من سراة بنى عمرو معروفا، وقيل قبرها في دار رائقة بالمعلاة بثنية أذاخر عند حائط حكما.
(ذكر زيارته صلى الله عليه وسلم قبر أمه)
عن أبى هريرة قال زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله ثم قال صلى الله عليه وسلم سألت ربى أن أستغفر لها فلم يؤذن لى واستأذنته في أن ازور قبرها فأذن لى فزوروا القبور فانها تذكر الموت.
خرجه مسلم.
(ذكر ما جاء في إيمان امه صلى الله عليه وسلم بعد موتها) عن عائشة رضى الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل الحجون كئيبا
حزينا فأقام به ما شاء الله عزوجل ثم رجع مسرورا قال سألت ربى عزوجل فأحيالى أمي فآمنت بى ثم ردها.
رويناه من حديث أبى عزية محمد بن محمد بن يحيى الزهري.
(فصل في امهاته صلى الله عليه وسلم من الرضاع) أرضعته صلى الله عليه وسلم حليمة بنت أبى دويب عبد الله بن الحرث بن شجنة ابن جابر بن رزام بن ناضرة بن سعد بن بكر بن هوازن، وهى التى أرضعته حتى أكملت رضاعه ورأت له برهانا وآيات ذكرناها في مختصر السير.
وأرضعته بلبن زوجها الحرث بن عبد العزى، ولحليمة أحاديث وقصص ذكرنا منها نبذا في خلاصة سير سيد البشر وأرضعته أيضا ثويبة جارية أبى لهب بلبن ابنها مسروح وكانت تدخل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن تزوج خديجة فكانت خديجة رضى الله عنها تكرمها، وأعتقها أبو لهب لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث إليها من المدينة بكسوة وحلة حتى ماتت بعد فتح خيبر فبلغت وفاتها النبي صلى الله عليه وسلم فسأل عن ابنها مسروح فقيل مات فسأل عن قرابتها فقيل لم يبق منهم أحد.
ذكره أبو عمر.
(