ومن حوادث هذه السنة اسلام خالد بن الوليد المخزومي وعمرو بن العاص السهمي وخبر ذلك ما روي عن عمرو بن العاص انه لما رجع مع جموع الاحزاب ذهب الى النجاشي ليقيم عنده مترقبا ما يكون من خبر النبى صلى الله عليه وسلم وقومه قال عمرو فقدم علينا عمرو بن أمية الضمري رسولا من النبي صلى الله عليه وسلم الى النجاشي فلما خرج عمرو بن أمية من عند النجاشي دخلت خلفه وسألته قتله فغضب النجاشي واستشاط وقال سألتني ان اعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الاكبر فقلت ايها الملك أكذلك هو قال يا عمرو أطعني واتبعه فانه والله على الحق وليظهرن علي من خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده فأسلم عمرو حينئذ علي يدي النجاشي ثم خرج عامدا الى النبي صلى الله عليه وسلم قال فلقيت (أجبرهم) بالجيم اكرههم (رأي) يجوزان يكون ماضيا فيكون (أكثرهم) فاعلا والمناجزة مفعوله وان يكون اسما لكان والمناجزة خبرها (في مدة لا تزيد) في عقد واحد (على عشر سنين) فان اقتضت المصلحة الزيادة على عشر افردت بعقد بعد إيقاع عقد العشر ولو قبل انقضائه كما صرح به الفوراني وغيره (وانه كان على عشر سنين) ولم يكن الاسلام قويا اذ ذاك (مستظهرا) مستفعلا من الظهور وهو الغلبة والقوة (لم يزد على أربعة أشهر) لقوله تعالى (فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) وكان ذلك أقوى ما كان النبى صلى الله عليه وسلم عند منصرفه من تبوك كما قال الشافعى واحتج أيضا بانه صلى الله عليه وسلم هادن صفوان بن أمية عام الفتح أربعة أشهر مع استظهاره عليه لكن فعل ذلك لرجاء اسلامه فأسلم قبل مضيها (منوط) بفتح الميم وضم النون آخره مهملة أي معلق (خالد بن الوليد) بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة بن مرة (وعمرو بن العاص) بن وائل بن هشام بن سعيد بضم السين ابن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب (فائدة) أخرج أبو بكر الخطيب باسناد يرفعه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقدم عليكم الليلة عمرو بن العاص مهاجرا (ما روى) في كتب السير (مترقبا) منتظرا (واستشاط) بالمعجمة أى علته حرارة الغضب (الناموس)
خالد بن الوليد وهو مقبل من مكة فقلت أين يا ابا سليمان قال والله لقد استقام الميسم وان الرجل لنبي اذهب اليه فأسلم فحتى متى فقال ما جئت الا لذلك قال فلما قدمنا المدينة على النبى صلى الله عليه وسلم تقدم خالد بن الوليد فاسلم وبايع ثم دنوت فقلت يا رسول الله إني أبايعك على أن يغفر لى ما تقدم من ذنبى وما تأخر فقال النبى صلى الله عليه وآله وسلم بايع وأسلم فان الاسلام يجب ما قبله وان الهجرة تجب ما قبلها قيل وكان معهما عثمان بن طلحة العبدري ولما رآهم النبى صلى الله عليه وسلم مقبلين قال لاصحابه رمتكم مكة بافلاذ كبدها وكان اسلامهم بعد الحديبية وقبل خيبر والفتح*
[