فلما نزل نخلة-وهو موضع على ليلة من مكة-صرف إليه سبعة من جن نصيبين (3)، فاستمعوا له وهو يقرأ سورة الجن (4).
وقيل: كان قدوم الجن بعد خمسين سنة وثلاثة أشهر من مولده (5).
_________
(1) يعني: زيد ابن حارثة رضي الله عنه. انظر الطبقات في الموضع السابق.
(2) قبل رجوعه صلى الله عليه وسلم إلى مكة ودخولها في جوار المطعم بن عدي، ذكر ابن إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم التجأ إلى بستان في الطائف ودعا الله بدعاء مشهور، وتعرف على عدّاس النصراني. انظر السيرة 1/ 420 - 421.
(3) قال ياقوت: هي مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادة القوافل من الموصل إلى الشام. وهكذا في الروض 2/ 180: أن نصيبين مدينة بالشام. وقال الطبري 2/ 347: سبعة نفر من جن أهل نصيبين اليمن. وكذا أيضا في إمتاع الأسماع 1/ 27. أقول: ذكر ياقوت أماكن أخرى تسمى نصيبين، كلها في الشام. ويؤيد كون المقصود بها نصيبين الجزيرة ورود عدة آثار وأحاديث فيها: أنهم جاؤوا من نينوى أو حرّان أو جزيرة الموصل. وكلها جهة نصيبين، ولم أجد من نبه على هذا الذي قلته، ثم خطر ببالي أن مقصود الطبري-والله أعلم- نصيبين التي يسكنها قبائل يمنية وهي (ربيعة)، وبهذا يتفق مع الآخرين.
(4) استماع الجن مذكور في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وانظر الخبر في السيرة 1/ 421 - 422، والطبقات 1/ 212. واختلف في أولية قدومهم، وفي عددهم، واجتماع النبي صلى الله عليه وسلم بهم، (انظر تفسير ابن كثير عند الآية (29) من سورة الأحقاف، وسبل الهدى 2/ 583،592). وأخرج أبو نعيم في الدلائل (259) أسماءهم.
(5) كذا في إمتاع الأسماع/28/.