وفر الخامس من مقامه عليه الصلاة والسلام بمكة ولخمس ليال بقين من شهر رمضان سنة ثمان، من مهاجرة صلى الله عليه وسلم بعث عليه الصلاة والسلام خالد بن الوليد إلى العزى ليهدمها فخرج في ثلاثين فارسا لهدم هيكل العزى، حتى انتهوا إليها، فهدمها، ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: هل رأيت شيئا؟ قال: لا، قال:
فإنك لم تهدمها، فارجع إليها فاهدمها، فرجع خالد وهو مغتاظ، فجرد سيفه، فخرجت إليه امرأة عارية سوداء ناشرة رأسها، فجعل السادن يصيح بها فضربها خالد فجدلها باثنين، ورجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: نعم تلك العزى، وقد يئست أن تعبد ببلادكم أبدا.