وفي سنة ثمان وثلاثين كان صلى الله عليه وآله وسلم يرى الضوء والنور ويسمع صوت النداء ولا يرى أحدا وحبب اليه الخلاء الموت فسأله ان يوصيه فذكر له رجلا صالحا بالموصل فلما مات الاول أتى هذا وصحبه فلما حضرته الوفاة قال له اوصني فذكر له رجلا بعمورية فصحبه فلما أشرف على الوفاة سأله الوصية فقال لا أجد اليوم على مثل ما كنا عليه أحدا ولكن قد أطل زمان نبي يبعث بدين ابراهيم مهاجره بارض ذات نخل له آيات وعلامات لا تخفى بين كتفيه خاتم النبوة يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة فلما مات مر به ركب من العراق من كلب فصحبهم فباعوه بوادي القرى من يهودي ثم اشتراه يهودي آخر من بني قريظة وقدم به الى المدينة فأقام بها الى ان قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم بعد ان رأى الصفات التي وصفت له وكان من خيار الصحابة وسمي سلمان الخير قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم سلمان منا أهل البيت أخرجه الطبراني والحاكم من حديث عمرو بن عوف. وفي آخر سلمان سابق فارس أخرجه ابن سعد عن الحسن مرسلا توفي سنة خمس وثلاثين في آخر خلافة عثمان أو سنة ست وثلاثين وقيل توفى في خلافة عمر عاش مائتين وخمسين سنة وقيل ثلاثمائة وخمسين* قال ابن الاثير صح انه أدرك وصى عيسى وقرأ الكتابين وكان له ثلاث بنات بنت باصبهان وابنتان بمصر. وذكر البغوي ان سلمان لما حضره الموت بكى وقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد الينا عهدا فتركنا عهده ان تكون بلغة أحدنا كزاد الراكب فلما مات نظر فيما ترك فاذا نحو من ثلاثين درهما (ابن الهيبان) بفتح الهاء وكسر التحتية المشددة وقد تخفف فموحدة وقد تبدل فاء (متوكفا) أي متلقيا (ابني سعية) بسكون الموحدة وفتح النون تثنية ابن وسعية بمهملتين الاولى مفتوحة والثانية ساكنة بعدها تحتية وهما تغلب بن سعية وأسد بن سعية. قال ابن اسحاق وهم من طهدل ليسوا من قريظة ولا النضير نسبهم فوق ذلك وهم بني عم بنى قريظة أسلموا في الليلة التى نزلت فيها قريظة على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم (تنبيه) قد يشكل سعية هذا بزيد بن سعنة بالنون ولزيد بن سعنة هذا قصة مع النبي صلى الله عليه وسلم ذكرها عياض في الشفا وذلك انه جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه دينا عليه فجبذ ثوبه عن منكبه وأخذ بمجامع ثيابه وأغلظ له ثم قال انكم يا بني عبد المطلب مطل فانتهره عمر رضي الله عنه وشدد له في القول والنبي صلى الله عليه وسلم يتبسم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وهو كنا الى غير هذا منك أحوج يا عمر تأمرني بحسن القضاء وتأمره بحسن التقاضى ثم قال لقد بقى من أجله ثلاث وأمر عمر ان يقضيه ماله ويزيده عشرين صاعا لما روعه فكان سبب اسلامه وذلك انه كان يقول ما بقي من علامات النبوة شيء الا وقد عرفتها في محمد صلى الله عليه وسلم الا اثنتين لم أخبرهما يسبق حلمه جهله ولا يزيده شدة الجهل عليه الا حلما فاختبره بهذا فوجده كما وصف. قال النووي في التهذيب شهد اسيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مشاهد كثيرة وتوفى في
فكان يخلو بغار حراء قيل كانت عبادته فيه الفكر وقيل الذكر وهو الصحيح واختلفوا بأى الشرائع كان يدين تلك الايام فقيل بشريعة نوح وقيل ابراهيم وهو الظاهر وقيل موسى عليهم السلام وقيل غير ملتزم شريعة أحد وهو المختار لظاهر قوله تعالى (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ) ولخلوه من دلائل العقل والنقل والاجماع كما أفهمه كلام الامام النووى رحمه الله تعالى واتفقوا انه صلى الله عليه وآله وسلم لم يعبد صنما ولم يقارف شيئا من قاذورات الجاهلية وكذلك الانبياء عليهم السلام جملة معصومون من الكفر والكبائر قبل النبوة وبعدها من الصغائر أيضا عند المحققين. ومما هداه الله اليه فطرة وبديهة من مناهج الهدى قبل النبوة وقبل سماع الصوت والنداء ما روى في صحيح الاخبار ان قريشا خالفت الناس في موقف عرفات وكانوا يقفون بالمشعر الحرام ويقولون نحن أهل الحرم وقطانه لا نخرج منه وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخالفهم ويقف مع الناس بعرفات على مناسك ابراهيم وكانت الاحجار تسلم عليه قبل النبوة وتناديه بالرسالة كما في صحيح الاخبار انى لاعرف حجرا بمكة كان يسلم على قبل ان أبعث اني لا عرفه الآن غزوة تبوك مقبلا الى المدينة* وفي سنة ثمان وثلاثين (قيل كانت عبادته) بالفتح خبر كان والفكر اسمها ويجوز عكسه (الفكر) نقله الحافظ ابن حجر عن بعض المشايخ من غير تسمية (وقيل الذكر) وهذا هو الصحيح عند الجمهور وقيل اطعام من يرد عليه من المشركين كما في رواية عتبة بن عمير عند ابن اسحاق (فقيل بشريعة نوح) أي لكونه أوّل أولى العزم (وقيل ابراهيم) يؤيده ما في سيرة ابن هشام فيتحنف بالفاء بدل يتحنث أى يتبع الحنيفية وهي دين ابراهيم (ولم يقارف شيئا) هو بمعنى يقترف والاقتراف الاكتساب ويأتي في الخير والشر قال تعالى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً ولمن أراد الزنا ونحوه مما يكون فيه المعصية من اثنين كانت المفاعلة على بابها (ومن الصغائر أيضا عند المحققين) من الاصوليين وغيرهم فاعتقاد ذلك واجب* وعن قصة آدم وداود واخوة يوسف أى على القول بنبوتهم أجوبة ذكرها عياض في الشفا ومعصومون أيضا من المكروه كما جزم به غير واحد الا لمعنى كتبيين الجواز لندرة وقوعه من الاتقياء فكيف من الانبياء (فطرة) هي الخلقة (وبديهة) بالموحدة والمهملة بوزن عظيمة أي قبل التعلم والوحي قال صاحب القاموس البديهة أوّل كل شئ وما يفجأ منه وبادهه به مبادهة وبداها فاجاه به ولك البديهة أي لك أن تبدأ (من مناهج) جمع منهج ومنهاج وهو الطريق الواضح (اني لأعرف حجرا الى آخره) أخرجه أحمد ومسلم والترمذي من حديث جابر بن سمرة قال النووى ففيه معجزة له وفيه اثبات التمييز في بعض الجمادات وهو موافق لقوله تعالى في الحجارة وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وقوله تعالى وان من شىء الا يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وفي هذه الآية خلاف مشهور والصحيح انه يسبح حقيقة ويجعل الله فيه تمييزا يحس به كما ذكرنا ومنه الحجر الذي فر بثوب موسى
وقبل ان يشافهه جبريل بالرسالة بستة أشهر كان وحيه مناما فكان لا يرى رؤيا الاجاءت مثل فلق الصبح وعلى ذلك حمل بعض المحدثين قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة وذلك باعتبار سني الوحي وهي ثلاث وعشرون سنة والله أعلم ومن غرائب ما ذكر شيخ شيوخنا القاضى مجد الدين الشيرازي رحمه الله وعثرت على صحته انه صلى الله عليه وآله وسلم لما بلغ تسع سنين امر الله اسرافيل عليه السلام ان يقوم بملازمته فكان قريبا منه دائما فلما أن أتم احدى عشرة سنة أمر جبريل عليه السلام بملازمته فلازمه تسعا وعشرين سنة بطريق المقاربة والملازمة لكن لم يظهر له قال وفي بعض الروايات الصحيحة ظهر له في ملازمته مرارا وكلمه بكلمة أو كلمتين وقبل نزول الوحي بخمس عشرة سنة كان يسمع صوتا احيانا ولا يرى شخصا وسبع سنين كان يري نورا وكان به مسرورا فسبحان من حفظه وكلام الذراع المسمومة ومشى إحدي الشجرتين الى الاخري حين دعاهما النبى صلى الله عليه وسلم وأشباه ذلك انتهى وسيأتي في ذلك مزيد كلام في المعجزات واختلفوا في الحجر الذي كان يسلم عليه فقيل انه الحجر الاسود قال السهيلى روي في بعض المسندات وقال الطبري في غاية الاحكام (قلت) الظاهر انه غيره فان شأن الحجر عظيم ولو كان أياه لذكره ولما نكره واليوم بمكة حجر عند ابنية يعرف بدكان أبي بكر أخبرنا شيخنا أبو الربيع سليمان بن خليل ان أكابر أشياخ مكة أخبروه أنه الحجر الذي كان يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم انتهي (قلت) والجمع بينهما ان كلا كان يسلم عليه ممكن ومنع الطبرى كونه الحجر الاسود لما ذكره ممنوع اذ التنكير لا يدل على ذلك لغة ولا عرفا (وقبل أن يشافهه) أي يكلمه بدون واسطة كأن كل منهما ينظر الى شفة صاحبه (بستة أشهر) نقل المازري عن بعضهم عدم ثبوت هذا الامد أي في الاحاديث الصحيحة (وعلى ذلك حمل بعض المحدثين) كما نقله احمد بن محمد بن ابراهيم الخطابى (قوله) بالنصب مفعول حمل (رؤيا) المؤمن الى آخره أخرجه احمد والشيخان من حديث أنس وعبادة بن الصامت وأبي هريرة وأخرجه أبو داود والنسائى من حديث عبادة فقط وابن ماجه من حديث أبى هريرة فقط (من ستة وأربعين) طريق معرفة ذلك أن تبسط ثلاثة وعشرين سنة وهي مدة سنى الوحى أنصافا لان ستة أشهر نصف سنة في مخرج النصف وهو اثنان يبلغ ستة وأربعين. والمختار كما قال السيوطي في الديباج ان هذا من الاحاديث المتشابهة التي نؤمن بها ونكل معناها المراد الى قائله صلى الله عليه وسلم ولا نخوض في تعيين هذا الجزء من هذا العدد ولا في حكمته لا سيما وقد اختلفت الروايات في كمية العدد ففي رواية من ستة وأربعين وفي أخري من خمسة وأربعين وفي أخري من أربعة وأربعين وفي أخري من تسعة وأربعين وفي أخرى من أربعين وفي أخري من ستة وعشرين وفي أخري من خمسين وفي أخرى من سبعين فالله أعلم بمراد نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك (مجد الدين) هو محمد ابن يعقوب مصنف القاموس (الشيرازي) نسبة الى شيراز بكسر المعجمة وسكون التحتية بعدها راء فالف فزاي بلد بفارس بناها شيراز بن طهمورث فسميت به
ورعاه بحسن رعايته وتولاه بحسن ولايته اللهم صلي عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم وأتحفنا بقربه في جنات النعيم آمين
[الباب الثالث في ذكر نبوته وما بعدها الى هجرته صلى الله عليه وسلم]
(الباب الثالث) في ذكر نبوته وما بعدها الى هجرته صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
(قال المؤلف غفر الله زلته) وأقال عثرته ولما بلغ صلى الله عليه وآله وسلم أربعين سنة وقيل أربعين ويوما وتناهى صفاء قلبه بما اعتمده من الخلوة وتأهلت قواه البشرية لاستجلاء تلك الجلوة وانفض ختام السر المكنون وانكشف الغطاء عن الامر المصون جاءه الأمين جبريل برسالة من الملك الجليل فألقى عليه القول الثقيل على ما ثبت في صحيح أبى عبد الله البخاري رحمه الله بروايتي له من طرق عديدة أعلاها وأولاها ما أرويه عن شيخنا الامام القانت الناسك الحافظ مسند الآفاق شرف الدين أبي الفتح محمد بن أبي بكر بن الحسين بن العثمانى المراغي ثم المدنى نضر الله وجهه سماعا عليه لثلاثيات الجامع الصحيح وإجازة ومناولة من يده لجميعه بالمسجد الحرام تجاه بيت الملك العلام سنة خمس وثلاثين وثمانمائة بسماعه له على الامامين المسندين جمال الدين أبي اسحق ابراهيم بن محمد بن عبد الرحيم اللخمى الاميوطي وبرهان الدين ابي اسحق ابراهيم بن محمد بن صديق الدمشقى قالا أنا به المعمر ملحق (الباب الثالث) (تناهي) أي تتام وتكامل (صفاء) بالمد هو ضد الكدر (الخلوة) مثلث الخاء المعجمة والفتح أشهر (وتأهلت) أي صارت أهلا (قواه) بضم القاف جمع قوة والهاء في موضع جر بالاضافة (البشرية) بالرفع صفة لقواه (الجلوة) بالجيم وفيها ما مر في الخلوة (انفض) بالفاء المعجمة انفتح (ختام) بكسر المعجمة مصدر كالختم وهو الطبع على الشئ (السر المكنون) أى الذى لم يظهر قبل فكانه في كن (جاءه الامين جبريل) . قال ابن الاثير وكان ذلك يوم الجمعة سابع عشر شهر رمضان قال وقال يونس عن بشر بن أبي طالب الكندى الدمشقى عن مكحول ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال ما معناه ألا تصوم يوم الاثنين فاني ولدت فيه وأوحي الى فيه وهاجرت فيه انتهى (قلت) يجمع بينهما بان الايحاء اليه يوم الاثنين كان منا ما ثم يوم الجمعة يقظة (في صحيح أبي عبد الله البخاري) وصحيح مسلم وغيرهما (القانت) أي المطيع أو كثير القيام (الناسك) أي العابد والنسك العبادة (الحافظ) عد بعضهم من خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمية ناقلى حديثه حفاظا من بين سائر العلماء (نضر الله وجهه) أى حسنه وجمله كما مر (لثلاثيات الجامع) هي الاحاديث التي بين رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها وبين البخاري ثلاثة رجال فقط وجملتها تسعة عشر حديثا خمسة عشر عن سلمة بن الاكوع وواحد عن عبد الله بن بشر المازني وثلاثة عن أنس بن مالك (بالمسجد الحرام) يطلق على الكعبة وعلى المسجد حولها وهو المراد هنا وعلى مكة وعلى الحرم كله وعلى ما دون مرحلتين منه (تجاه) بضم الفوقية امام (اللخمي) نسبة الى لخم القبيلة المعروفة (الاميوطي) نسبة الى أميوط بضم الهمزة آخره مهملة بلد بالشام (ابن صديق) بتشديد الدال (الدمشقي) نسبة الى دمشق بكسر الدال وفتح الميم وقد يكسر قال في القاموس قاعدة الشام سميت ببانيها دمشاق بن كنعان (المعمر) بفتح الميم
الاحفاد بالاجداد ابو العباس أحمد بن أبى طالب بن أبي النعم نعمة الله بن على بن بيان الصالحي الحجار سماعا عليه قال انابه أبو عبد الله الحسين بن المبارك بن محمد الزبيدى انا به أبو الوقت عبد الاول عيسى بن شعيب السجزى قال انا به أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي انا به ابو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه الحموى أنا به أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربرى انا به أمير المؤمنين في علم الحديث النبوى محمد بن اسمعيل البخاري ثنا به يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل (الاحفاد) جمع حفيد وهو ولد الولد (ابن أبى النعم) بضم النون وسكون المهملة (نعمة) بكسر النون وسكون المهملة (ابن بيان) بفتح الموحدة بعدها تحتية (الحجار) بفتح الحاء المهملة وتشديد الجيم آخره راء (الزبيدي) نسبة الى زبيد المعروفة باليمن (السجزي) بكسر المهملة وسكون الجيم ثم زاى قال ابن ماكولا هى نسبة الى سجستان على غير قياس وهو اقليم ذو مدائن بين خراسان والسند وكرمان (ابن حمويه) قال ابن الصلاح أهل العربية يقولونه ونظائره أي كنفطويه وسحنويه وريحويه وفيحويه وعلويه وراهويه بواو مفتوحة مفتوح ما قبلها وساكن ما بعدها ومن ينحو بها نحو الفارسية يقولونها بواو ساكنة مضموم ما قبلها مفتوح ما بعدها قال وسمعت الحافظ عبد القادر بن عبد الله يقول سمعت الحافظ ابا العلاء يقول أهل الحديث لا يحبون ويه أي يقولون نفطويه مثلا بواو ساكنة تفاديا من أن يقع في آخر الكلام ويه (الحموي) بفتح المهملة وضم الميم المشددة وكسر الواو وياء النسبة الى جده حمويه (ابن مطر) كلفظ المطر المعروف (الفربري) بكسر الفاء وفتح الراء بعدها موحدة ساكنة فراء فياء النسبة إلي فربر قرية من قرى بخاري (أمير المؤمنين) في أوّل من سمى بذلك من المحدثين خلاف وأوّل من سمى أمير المؤمنين على الاطلاق عمر بن الخطاب (يحيى بن بكير) بالتصغير هو العبدي قاضى كرمان مات سنة سبع وعشرين ومائتين (حدثنا الليث) هو ابن سعد بن عبد الرحمن الفقيه يكنى أبا الحارث. قال الشمني نقلا عن أبي سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس يقال انه مولي بنى فهم ثم لآل خالد بن ياسر بن طاعن الفهمي ثم من بني كنانة من فهم وأهل بيته يقولون نحن من الفرس من أهل أصبهان وليس لما قالوه عندنا صحة انتهى. وأخرج ابن يونس من طريق ابن عمرو بن طاهر بن السرح قال سمعت يحيى بن بكير يقول سمعت والد الليث وقال يعقوب بن سفيان في تاريخه قال يحيي بن بكير سمعت شعيب ابن الليث يقول كان الليث يقول لنا قال بعض أهلى اني ولدت سنة اثنين وتسعين والذي أوقن اني ولدت سنة أربع وتسعين وقال أبو سعيد كاتب الليث سمعت الليث يقول مات عمر بن عبد العزيز ولى سبع سنين وكانت وفاة عمر سنة احدي ومائة وقال أبو نعيم في الحليلة أدرك الليث نيفا وخمسين من التابعين وأسند عن محمد ابن رمح قال كان دخل الليث في كل سنة ثمانين ألف دينار ما أوجب عليه الله درهما قط بزكاة وقال ابن لهيعة احترقت داره وحج بألف دينار فاهدى اليه مالك طبقا فيه رطب فرد اليه على الطبق ألف دينار وكانت وفاته في شعبان سنة خمس وسبعين ومائة عن احدي وثمانين (عن عقيل) هو ابن خالد الايلى وهو
[