وكان لواؤه أبيض حمله مسطح بن أثاثة بن عبّاد بن المطلب بن عبد مناف رضي الله تعالى عنه. فخرج فلقي أبا سفيان بن حرب، في أناس من أصحابه على ماء يقال له أحياء من بطن رابغ [على عشرة أميال من الجحفة وأنت تريد قديدا على يسار الطريق، وإنما] نكبوا عن الطريق ليرعوا ركابهم. وأبو سفيان في مائتين وعلى المشركين أبو سفيان، قال محمد بن عمر:
وهو الثبت عندنا، وقيل مكرز بن حفص، وقيل عكرمة بن أبي جهل. فكان بينهم الرّمي، ولم يسلّوا سيفا ولم يصطفّوا للقتال، وإنما كانت بينهم المناوشة إلا أن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه رمى بسهم في سبيل الله فكان أول سهم رمي به في الإسلام فنثر كنانته وتقدّم أمام أصحابه وقد تترسوا عنه فرمى بما في كنانته وكان فيها عشرون سهما ما منها سهم إلا ويجرح إنسانا أو دابّة. ولم يكن بينهم يومئذ إلا هذا، ثم انصرف الفريقان على حاميتهم.
وفرّ من الكفار إلى المسلمين المقداد بن عمرو البهراني حليف بني زهرة، وعتبة بن غزوان المازني حليف [بني نوفل] بن عبد مناف، وكانا مسلمين، ولكنهما خرجا ليتوصّلا بالمشركين.