وقعت في ذي الحجة عام 7 هـ ، وكانت موجهة لبني سليم التي قطنت صحراء نجد، على طريق القوافل بين المدينة ومكة.
قادها الصحابي الجليل ابن أبي العوجاء السلمي رضي الله عنه، في خمسين رجلًا من الصحابة.
كانت تلك السرية واحدة من بعثات النبي لردع القبائل المتحالفة ضد الإسلام، وبالأخص بعد غزوة خيبر التي قضت على شوكة اليهود. وقد كانت قبيلة بني سليم دائمة التأليب والعداء، وسبق للنبي أن خرج إليهم في غزوة وأرسل العديد من السرايا لردعهم.
بعث رسول االله صلى الله عليه وسلم ابن أبي العوجاء رضي االله تعالى عنه إلى بني سليم، ولكن حدث أن خرج جاسوس إليهم وأنذرهم مما سيحدث، فاحتشدوا للمسلمين.
سعى الصحابة أولًا لدعوة بني سليم للإسلام، فرشقوهم بالنبل، ولم يسمعوا قولهم وقالوا: لا حاجة لنا إلى ما دعوتم إليه. [ابن سعد 2/131]
واستمر التراشق ساعة، وأحدقوا بالمسلمين من كل ناحية، فقتلوا فيهم مقتلة كبيرة، حتى استشهد عامتهم، وأصيب قائدهم ابن أبي العوجاء جريحًا مع القتلى.
تحامل ابن أبي العوجاء حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، وكان ذلك في أول يوم من صفر سنة 8 هـ. [السيرة الحلبية، 1011]
يقول صاحب المقتفى:
عاجوا ونجل أبي العوجاء قائدهم && إِلَى سليم فَمَا آبوا وَلَا رجعُوا
واستشهدوا غير آحَاد فيا لَهُم && قوما جنوا فِي جنان الْخلد مَا زرعوا
والذي يتأمل أحداث هذه السرية يحس لأول وهلة بقسوة بني سليم وموقفهم العدائي من دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن هذا الموقف لم يدم طويلًا، فقد تبدل إيمانًا بالله وحديًا [نُصْرة] على الإسلام الذي دخل فيه بني سليم أفواجًا بعد الفتح [بني سليم في الجاهلية والإسلام :عبدالرحيم عسيلان].
استشهاد عدد كبير من الصحابة، وجرح قائدهم الصحابي ابن أبي العوجاء السُلمي.
-التزام صحابة النبي بنهجه في دعوة القوم قبل قتالهم، وصبرهم في القتال.
-خروج المسلمين لملاقاة عدوهم مبكرًا لردع الفتن، وفق خطة نبوية حكيمة، وهو منهج القيادة العسكرية الراشدة.