وقعت في صفر لعام ثمانية (8) هجريًا، وذلك بموقع يسمى "الكديد" وهو بالحجاز على مسافة 42 ميلاً من مكة، في الطريق بينها وبين عسفان.
قادها الصحابي الجليل غالب بن عبدالله الليثي رضي الله عنه، هذه السرية بتكليف من النبي صلى الله عليه وسلم، بصحبته بضعة عشرة رجلًا، 130 رجلا على الأرجح، في مواجهة بني الملوح (فرع من بني ليث) وهم قوم من العرب.
وكان الصحابي الليثي مرسلًا للعديد من السرايا المتتابعة قبل عدة أشهر فحسب، ومنها سريته لبني ثعلبة وبني عوال بالميفعة.
تأديب أعراب تلك القبيلة ممن ظاهروا على المسلمين من قبل، ضمن بعوث النبي لمنع تحالفاتهم ضد دولة الإسلام الجديدة، ولاستطلاع أنبائهم.
أرسل النبي صلى الله عليه وسلم، الصحابي غالب الليثي لبني الملوح، فسار في أصحابه، حتى التقوا رجلًا يُدعى "ابن البرصاء" وهو الحارث بن مالك الليثي، فأسروه، وقد كان خصمًا لدودًا للمسلمين، وادعى لما رآهم أنه قد جاء لإعلان إسلامه، فربطوه ليلة ليستوثقوا من أمره.
ولما وصلت بعثة المسلمين إلى بني الملوح، كمنت في ناحية الوادي، عند غروب الشمس.
وخرج منادٍ في المشركين يخبرهم بما علم، فاحتشدوا بأعداد هائلة، ولكن الله منّ على المسلمين بأن منع عنهم أكف الأعداء .[طبقات ابن سعد 2/123]
وفي رواية منسوبة للصحابي جندب الجهني رضي الله عنه، أنه قد أرسله المسلمون ليكون عينًا لهم على الأعداء (أي يتجسس عليهم) قبل الهجوم، وقد اتخذ سترا بتلة مرتفعة، انبطح عليها، فإذا بأحد الحراس يلاحظ سوادًا ويشك بأمره، فأرسل اثنين من سهامه صوب التلة، فأصاب "جندب" وجاهد كي يتكتم أمره ولا يصيح ألما، ولما اطمأن الرجل إلى عدم وجود أحد، نام في بيته، فلما أصبح القوم جرت وقائع هجمة المسلمين بغتة.ومن الله بأن أرسل سيلًا شديدًا جعل بني الملوح ينظرون إلى أنعامهم وهي تُساق بأيدي المسلمين ولا يستطيعون استنقاذها.[السيرة الحلبية، 1012]
انتصار المسلمين، واستطلاع أنباء الأعراب بتلك القبيلة وإظهار المنعة عليها باغتنام أنعامهم.
شجاعة المقاتل المسلم (عبدالله الليثي وجندب الجهني نموذجًا)، وصبره على المكاره في الجهاد في سبيل الله.
نصر الله لأعوان الحق على الباطل حين يأخذون بالأسباب (قصة السيل)
حنكة النبي ص كقائد عسكري بمبادأة الخصوم بالهجمات المتتالية التي تفقدهم توازنهم وتحقق الرهبة المطلوبة.
حكمة النبي ص في اتخاذ قادة السرايا، وقد عهد إلى الليثي مرات عدة في سرايا متتابعة، لعلمه بقدراته وعزيمته.