وفي سنة احدى عشرة اجتهد صلى الله عليه وسلم في عرض نفسه على القبائل في مجامعهم في المواسم منى وعرفات ومجنة وذى المجاز فكان من خبر وسلم ان ادخل فدخل) وكان دخوله لثلاث وعشرين ليلة خلت من ذي القعدة ذكره ابن الاثير وغيره (قال النبي صلى الله عليه وسلم في اساري بدر الى آخره) أخرجه البخاري وغيره (النتني) جمع نتن بفتح النون وكسر الفوقية أراد بهم أسارى بدر وسماهم نتنى أي مستقذرين لكفرهم (لتركتهم له) أي بلا فداء مكافأة لما صنع (حسان) مصروف وممنوع (ابن ثابت) بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي ابن عمرو بن مالك بن النجار وهوتيم اللات بن ثعلبة بن عمرو النجاري يكنى أبا الوليد وأبا عبد الرحمن وأبا الحسام لمناضلته عن رسول الله صلي الله عليه وسلم مات في خلافة علي قبل الاربعين وقيل مات سنة خمس وخمسين وقيل سنة أربع وخمسين وهو ابن مائة وعشرين سنة عاش ستين في الجاهلية وستين في الاسلام وكذلك أبوه وجده وجد أبيه كل منهم عاش كذلك (فائدة) ممن عاش كذلك من الصحابة سوى حسان حكيم بن حزام وسعد بن يربوع القرشي وحويطب بن عبد العزي ومخرمة بن نوفل والد المسور ونوفل بن معاوية الدئلى وحمير بن عوف أخو عبد الرحمن بن عوف وأما من عاش مائة وعشرين منهم على الاطلاق فجماعة منهم حمل بن النابغة وعبد خير بن يزيد الهمداني وعدي بن حاتم في آخرين (فلو سئلت عنه) فيه التفات من الخطاب الى الغيبة (بخفرة جاره) بضم المعجمة وسكون الفاء أي بذمة* ذكر زواج سودة بنت زمعة احدى أمهات المؤمنين (سودة) بفتح المهملة وسكون الواو (زمعة) بفتح الزاي وسكون الميم وقد يفتح ابن قيس العامرية وأمها الشموس بنت قيس النجارية (بنى بها) أي دخل عليها* ذكر عرضه صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل (وعرفات) بالصرف (ومجنة) بفتح الجيم مع فتح الميم وكسرها وبفتح الميم وكسر الجيم والنون مشددة وهي سوق أسفل مكة على بريد منها أرضها من أرض كنانة وهي التي أرادها بلال في شعره الآتي (وذي المجاز) بفتح الميم والجيم وبالزاي وهو سوق لهذيل
ذلك ما ذكره محمد بن اسحق انه لما رجع صلى الله عليه وسلم من الطائف وجد قومه اشد ما كانوا عليه فكان ممن عرض عليه كندة فلم تجبه ثم بنو عبد الله بطن من كلب وكان مما قال لهم قد أحسن الله اسم أبيكم فلم يقبلوا منه ثم بنو حنيفة فردوا أقبح رد وكان عمه أبو لهب يقفو أثره فكلما أتى قوما ودعاهم كذبه وحذرهم منه وممن دعا أيضا بنو عامر بن صعصعة فشارطوه على أن يكون لهم الأمر من بعده فقال الأمر لله يضعه حيث يشاء وذكر محمد بن الحسن الكلاعى في سيرته قبائل كثيرة. فممن ذكر زيادة على ما نقل بن هشام بنو كنانة وحين لم يجيبوا انصرف عنهم يتلو انك لا تهدى من أحببت ثم بنو فزارة فلم يجيبوا وانصرف عنهم يتلو انك لا تسمع الموتي ثم بنو تميم وحين أبوا انصرف عنهم يتلو قل يا قوم اعملوا على مكانتكم الآية ثم بنو أسيد فرد عليه رئيسهم طليحة الاسدى ردا قبيحا وانصرف عنهم يتلو فان كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم الآية ثم أتى بكر بن وائل ومعه على وأبو بكر فكان لابى بكر مع دغفل بن حنظلة النسابة أخبار طريفة في الانساب ثم وقف على بنى شيبان فتلا عليهم «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ» الآية ثم استزادوه فتلا قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ الى آخر الثلاث الآيات وكان له ولهم مراجعة حسنة طريفة لطيفة ثم وعدوه أن يمنعوه من جميع الجوانب الا ما يلى انهار كسرى فقال صلى الله عليه وسلم انه لا يقوم بأمر الله الا من منعه من جميع جوانبه وما أسأتم في الرد ولا تجهمتم في القول أفرأيتم ان لم يأت عليكم الا يسير حتى تستخدموا رجال القوم وتقسموا أموالهم اتعطون عهدا لتعبدنه ولا تشركن به شيئا فقال النعمان بن شريك وبدرهم الى القول نعم علينا بذلك عهد الله لنعبد ولا نشركن به شيئا فقال النبى صلى الله عليه وآله وسلم اللهم انصرهم فقال أمير المؤمنين علي بن أبى طالب رضي الله على يمين عرفة على فرسخ منها (قد أحسن الله اسم أبيكم) أى حيث كان اسمه عبد الله (يقفو) أي يتبع (أثره) بالمثلثة والراء على وزن شجرة أو على وزن إبرة (بنو فزارة) بفتح الفاء وبزاي وراء (وبنو أسيد) بالتصغير (دغفل) بضم المهملة والفاء وبينهما معجمة ساكنة (النسابة) صفة مبالغة للعالم بالانساب كالعلامة والرواية وهو (بن حنظلة) الشيباني ويقال السدوسي بصري اختلف في صحبته ويقال انه عرف يوم دولاب من فارس في قتال الخوارج قال الكاشغري روى عنه قال مات النبى صلى الله عليه وسلم وأنا ابن خمس وستين سنة (طريقة) بالمهملة والفاء بوزن عظيمة وهى التى لم يسمع بمثلها (النعمان) بضم النون (بن شريك)
عنه أتينا قوما ذوي حجي يحسنون الجواب فقال النبى صلى الله عليه وآله وسلم ان لاهل الجاهلية احلاما ومقدرة على الكلام يتحاجزون بها ويدفع بها بعضهم عن بعض وانصرف عنهم وهو يقول فانما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون*
[