وفى ذى الحجة من هذه السنة يوم الاحد لخمس خلون منها على رأس اثنين وعشرين شهرا من الهجرة كانت غزوة السويق* وقال ابن اسحاق فى صفر كذا فى المواهب اللدنية* وفى سيرة ابن هشام قال ابن اسحاق ولما رجع من قرقرة الكدر الى المدينة أقام بها بقية شوّال وذا القعدة وفدى فى اقامته تلك جل الاسارى من قريش ثم غزا أبو سفيان بن حرب غزوة السويق فى ذى الحجة وكان أبو سفيان حين رجع الى مكة ورجع فلّ قريش من بدر نذر أن لا يمس رأسه ماء من جنابة حتى يغزو محمدا فخرج من مكة فى مائتى راكب من قريش ليبر يمينه فسلك النجدية حتى نزل صدر قناة الى جبل يقال له تيب من المدينة على بريد أو نحوه ثم خرج من الليل حتى أتى بنى النضير تحت الليل فأتى حيى بن أخطب فضرب عليه بابه فأبى أن يفتح له بابه وخافه فانصرف عنه الى سلام بن مشكم وكان سيد بنى النضير فى زمانه ذلك وصاحب كنزهم فاستأذن عليه فأذن له فقراه وسقاه وبطن له من خبر الناس ثم رجع فى عقب ليلته حتى أتى أصحابه فبعث رجالا من قريش فأتوا ناحية منها يقال لها العريض على ثلاثة أميال من المدينة فخرقوا فى صور من نخلب بها ووجدوا رجلا من الانصار وحليفا له فى حرث لهما فقتلوهما ثم انصرفوا راجعين وانذر بهم الناس فخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلم فى طلبهم يوم الاحد لخمس خلون من ذى الحجة واستعمل على المدينة أبا لبابة بشر بن عبد المنذر فجعل أبو سفيان وأصحابه يتخففون للهرب والنجاة فيلقون جرب السويق وكانت عامة أزوادهم السويق* قال ابن هشام انما سميت غزوة السويق فيما حدّثنى أبو عبيدة ان أكثر ما طرح القوم من أزوادهم السويق فهجم المسلمون على سويق كثير فسميت غزوة السويق فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم الى أن بلغ قرقرة الكدر ففاته أبو سفيان وأصحابه فانصرف راجعا الى المدينة
فقال المسلمون حين رجع بهم رسول الله صلّى الله عليه وسلم يا رسول الله أنطمع أن تكون لنا غزوة قال نعم وكانت مدّة غيبته فى هذه الغزوة خمسة أيام وعند بعض أصحاب السير هذه الغزوة كانت فى أوّل السنة الثالثة من الهجرة والله أعلم* وفى سيرة ابن هشام والاكتفاء أورد غزوة السويق قبل غزوة بنى قينقاع*