وفيها شرع الأذان وكان أوّل مشروعيته أنهم لما قدموا المدينة تشاوروا فيما يجمعهم للصلاة فتوامروا ان يتخذوا ناقوسا أو قرنا أو بوقا أو يوروا نارا فقال عمر أولا تبعثون رجلا ينادى عاشوراء واستحباب صيامه وسائر الاحاديث في فضله وفضل الصلاة فيه والانفاق والخضاب والادهان والا كتحال وطبخ الحبوب وغير ذلك مجموعه موضوع ومفتري قال أئمة الحديث الاكتحال فيه بدعة ابتدعها قتلة الحسين ثم قال غير انه صلى الله عليه وسلم صام يوم عاشوراء وأمر بصيامه وقال انه صومه تكفير سنة (وفيها شرع الاذان) قال ابن اسحق فلما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة واجتمع اليه اخوانه من المهاجرين واجتمع أمر الانصار واستحكم أمر الاسلام فقامت الصلاة وفرضت الزكاة والصيام وقامت الحدود وفرض الحلال والحرام وتبوّأ الاسلام بين أظهرهم وكان هذا الحى من الانصار هم الذين تبوّؤا الدار والايمان وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدمها انما يجتمع الناس اليه للصلاة لحين مواقيتها بغير دعوة فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدمها أن يجعل بوقا كبوق يهود الذى يدعون به لصلاتهم ثم كرهه ثم أمر بالناقوس فنحت ليضرب به للمسلمين للصلاة فبينا هم على ذلك إذ رأي عبد الله بن زيد ابن ثعلبة بن عبد ربه أخو بلحارث بن الخزرج النداء فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له يا رسول انه طاف بي هذه الليلة طائف مر بي رجل عليه ثوبان أخضران يحمل ناقوسا في يده فقلت له يا عبد الله أتبيع هذا الناقوس قال وما تصنع به قلت ندعو به الى الصلاة قال أفلا أدلك على خير من ذلك قال قلت وما هو قال تقول الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر لا إله الا الله فلما أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انها لرؤيا حق ان شاء الله فقم مع بلال فألقها عليه فليؤذن بها فانه أندى صوتا منك فلما أذن بها بلال سمعها عمر بن الخطاب وهو في بيته فخرج الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يجر رداءه وهو يقول يا نبى الله والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذي رأي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلله الحمد على ذلك* قال ابن اسحق حدثنى بهذا الحديث محمد بن ابراهيم بن الحارث عن محمد بن عبد الله بن زيد بن ثعلبة بن عبد ربه عن أبيه (قال ابن هشام) وذكر ابن جريج قال قال لى عطاء سمعت عبيد بن عمير الليثى يقول ائتمر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالناقوس للاجتماع للصلاة فبينما عمر بن الخطاب يريد ان يشتري خشبتين للناقوس اذ رأى عمر بن الخطاب في المنام لا تجعلوا الناقوس بل أذنوا للصلاة فذهب عمر الى النبى صلى الله عليه وسلم ليخبره بالذي رأى وقد جاء النبى صلى الله عليه وسلم الوحي بذلك فما راع عمر إلا بلال يؤذن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أخبره بذلك قد سبقك بذلك الوحي* قال ابن اسحق وحدثني محمد ابن جعفر بن الزبير عن امرأة من بنى النجار قالت كان بيتى من أطول بيت حول المسجد فكان بلال يؤذن عليه للفجر كل غداة فيأتي بسحر فيجلس على البيت ينتظر الفجر فاذا رآه تمطي ثم قال اللهم انى
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قم يا بلال فناد بالصلاة وظاهر هذه انه مجرد اعلام ليس على صفة الاذان المشروع ثم رأى عبد الله بن زيد بن عبد ربه في منامه شخصا يؤذن بالاذان المشروع ويقيم فاخبر النبى صلى الله عليه وسلم فأمره النبى صلى الله عليه وسلم ان يلقيه على بلال فقال عمر والذي بعثك بالحق نبيا لقد رأيت مثل الذي رأى قال النووى فشرعه النبى صلى الله عليه وآله وسلم إما بوحى واما باجتهاد منه صلى الله عليه وسلم على مذهب الجمهور في جواز الاجتهاد له صلى الله عليه وآله وسلم وليس هو عملا بمجرد المنام هذا ما لا شك فيه بلا خلاف وورد في حديث مسندا ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان قد أريه ليلة الاسراء واستمعه مشاهدة ولذلك قال في رؤيا عبد الله بن زيد انه رؤيا حق والله أعلم*
[