وفي هذه السنة فُرِضَت زكاةُ الفطر، وبُيِّنَت أنصبة الزكاة الأخرى، وكانت فرضها وتفصيل أنصبة الزكاة الأخرى تخفيفًا لمعاناة عدد كبير من المهاجرين اللاجئين الذين كانوا فقراء لا يستطيعون التكسُّب.
وقد قيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس قبل الفطر بيوم -أو يومين-، وأمرهم بذلك. وفيها صلَّى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العيد وخرج بالناس إلى المصلى، فكان أول صلاة عيد صلَّاها[البداية والنهاية].وما أروع مشهد تلك الصلاة التي صلوها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد فاضت قلوبهم رغبةً وحنينًا إلى رحمة الله ورضوانه بعد ما أولاهم به من النعم، وأيدهم به من النصر، وقد ذكَّرهم بذلك قائلًا: (وَٱذۡكُرُوٓاْ إِذۡ أَنتُمۡ قَلِيلٞ مُّسۡتَضۡعَفُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ ٱلنَّاسُ فََٔاوَىٰكُمۡ وَأَيَّدَكُم بِنَصۡرِهِۦ وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ٢٦) [الأنفال: 26][ الرحيق المختوم، بتصرف.].