لقد رفع اللهُ سبحانه وتعالى في القرآن الكريم ذِكْرَ النبيِّ محمَّد صلى الله عليه وسلم، وامتدحه في مواطن كثيرة من كتابه العزيز، كيف لا وهو سبحانه القائل: (اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَه) [الأنعام: 124]؟!
وقد ورد ذكره صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم بلفظ «الرَّسُول» في (53) موضعًا، وبلفظ «رسول الله» في (13) موضعًا، كما ورد ذِكرُه صلى الله عليه وسلم بلفظ «النَّبِيّ» في (31) موضعًا، وبلفظ «رَسُولِنَا» في (4) مواضع، وباسمه «مُحَمَّد» في (4) مواضع، وبلفظ «عَبْدنَا» في موضعين .. وفيما يأتي عرض لبعض الآيات الكريمات التي ذُكِر فيها النبي صلى الله عليه وسلم.
ذكر الله سبحانه وتعالى اسم «محمد» صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم أربع مرات، وذلك في قوله تعالى:
(وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ) [آل عمران:144].
(مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ) [الأحزاب:40].
(وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ) [محمد:2].
(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ) [الفتح: 29].
وذكر اسم «أحمد» صلى الله عليه وسلم مرة واحدة حكاية عن نبي الله عيسى عليه السلام: (وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ)[الصف:6].
من صفاته صلى الله عليه وسلم التي تدل على كماله البشري صلى الله عليه وسلم فقد ذُكرَت بكثرة وفي آيات عديدة، ومن تلك الصفات:
كان صلى الله عليه وسلم حريصًا أشد الحرص على هداية كل الناس دون تمييز لإخراجهم من الظلمات إلى النور، حتى أشفق عليه المولى سبحانه وهدَّأ روعه فخاطبه بقوله تعالى: (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِين)َ [الشعراء: 3].
وقال تعالى: (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا) [الكهف:6]. والبخع: قتل النفس غمًّا.
من أبرز صفاته صلى الله عليه وسلم أنه نبي الرحمة ليس لأمته فحسب، بل للعالمين: إنسهم وجنهم، مسلمهم وكافرهم ، قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء:107].
ومن صفاته صلى الله عليه وسلم التي أخبر الله عنها في كتابه لينه صلى الله عليه وسلم مع الناس وخلوه من الفظاظة والخشونة، وأشار إلى حسن معاشرته مع كل من صحبه وإلى رأفته وعطفه عليهم، قال تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ) [آل عمران: 159]، والفظ: الغليظ الجافي الخشن الكلام.
قال تعالى: (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُم)ْ [التوبة: 61].
قال تعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ) [التوبة:128].
أي من حبه لكم، وميله إليكم، يعز عليه أن تعنتوا وتعاندوا فتحرموا الثواب وتستحقوا العقاب، فهو حريص على إيمانكم رأفةً بكم وإشفاقًا عليكم.
لقد بلغ صلى الله عليه وسلم من الكمال ما جعله إمامًا لكل من يريد الخير والهداية والصلاح، أن يقتدي به، قال تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) [الأحزاب:21].
وصَفَ اللهُ تعالى نبيَّه صلى الله عليه وسلم بأنه يهدي أتباعه إلى طريق الله المستقيم، الطريق الحق الموصل إليه سبحانه، والذي لا عوج فيه، قال تعالى (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) [الشورى: 52].
قال تعالى: (إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ )
[الأحزاب: ٥٣].
لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يتردد في تبيان الحق لحظة واحدة، لكن بعض الأمور قد تتعلق به شخصيًّا، فمن أدبه صلى الله عليه وسلم وحيائه أنه كان يستحي أن يقف أمام أحد في عمل، أو يقطع على أحد كلامًا، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ) [الأحزاب: 53].
لقد عصم الله نبيه صلى الله عليه وسلم من الناس -بعد أن كان أصحابه يحرسونه- لإبلاغ رسالته فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِين ) [المائدة:67].
أخبر القرآن الكريم أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يأتي بشيء من عنده، وأن مصدر حديثه هو الوحي الإلهي، فهو صلى الله عليه وسلم مأمون من الانحراف والضلال ومؤيد بالوحي، قال تعالى: (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ) [النجم:3-5].
قال تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ ) [الأعراف:157]، وقال تعالى: (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) [الأعراف:158].
وصف الله نبيه في القرآن الكريم بهذا الوصف نسبة إلى ما غلب على أمة العرب وقتها من أنهم أمة أمية لا تقرأ ولا تكتب، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) [الجمعة:2]. وهذا من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم أنه جاء بالقرآن المعجز إعجازًا بيانيًّا وعلميًّا رغم كونه صلى الله عليه وسلم أميًّا لا يقرأ ولا يكتب.
قال تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ ) [المزمل: 20].
وقال تعالى: (طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ) [طـه:1-2] أي لتتعب هذا التعب.
قال تعالى: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ) [الكوثر:1-3 ]، والكوثر نهر في الجنة.
قال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ) [الكهف: 110]، وقال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ ) [فصلت:6]، فهو صلى الله عليه وسلم بشر لا يجوز أن يُعطى شيئًا من صفات الألوهية.
قال تعالى: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا ) [النساء:41] أي يوم القيامة.
قال تعالى: (وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا ) [الأحزاب:46].
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ) [النساء:174].
قال تعالى ممتنًا على نبيه صلى الله عليه وسلم: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى )[الضحى:6].
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ) [الأحزاب: 45].
قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ) [النساء: 59].
وقال تعالى: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا}[النساء:65]، فلا يؤمن من لم يطع الرسول صلى الله عليه وسلم ويُحَكِّمُه في حياته ويكون مُطْمَئِنًّا بحكم الله.
أخبر الله تعالى أن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل للعالمين (الجن والإنس) وأن رسالته عالمية وليست مقتصرة على العرب وحدهم، وأكد على ذلك في آيات عديدة، منها:
قوله تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ) [الأعراف: 158].
وقوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ) [الفرقان:1].
وقوله تعالى: (وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ) [النساء: 79].
وقوله تعالى: (هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ) [آل عمران:138].
وقوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) [التوبة:33].
وقوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ) [الفتح:28]. فكل نبي أرسل لقومٍ أو لزمنٍ مُعَيَّن، وأرسل محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم للعالمين إِنْسِهِم وجِنِّهِم إلى قيام الساعة؛ إذ لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم .
وصلَ النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذروة الخُلُق الحسن مع كل أصناف المجتمع: من المشركين، والكافرين، والمنافقين، والمؤمنين، قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم:4] فمدحه بأعظم مدح، ولو كان هناك مدح أعظم من ذلك لمدحه به.
وفُسِّرَ أيضًا (الْخُلُق) بالدِّين: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) أي: على دِينٍ عظيم، وعلى كُلٍّ فهو صلى الله عليه وسلم على خُلُقٍ ودين عظيمٍ.
من التكريم والتعظيم للنبي محمد صلى الله عليه وسلم أن الله وملائكته يُصَلُّون عليه، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب:56]، وصلاة الله رحمته له صلى الله عليه وسلم، وصلاة الملائكة طلب الرحمة وإعلاء الدرجة له صلى الله عليه وسلم.
وقد أردف خبر الصلاة عليه بأمر المؤمنين بالصلاة عليه ، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) [الأحزاب:56]. اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وصحبه وسلِّم.
أخبر الله عن نبيه صلى الله عليه وسلم ذلك ضِمْنًا؛ حيث وصف ذهاب الصحابة عنه صلى الله عليه وسلم يوم أحد وثبات الرسول صلى الله عليه وسلم في المعركة وحده، ودعوته صلى الله عليه وسلم لهم بالعودة، قال تعالى (إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ ) [آل عمران: 153].
أخبر الله تعالى مغفرته لنبيه صلى الله عليه وسلم ما تقدم من ذنبه وما تأخر إتمامًا لنعمته عليه، فقال سبحانه: (لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ) [الفتح:2].
بيَّن الله تعالى في كتابه العزيز أن طاعة نبيه صلى الله عليه وسلم هي من طاعة الله، قال تعالى: (مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا) [النساء:80].
وبعدُ .. فذِكْرُ اللهِ تعالى للنبي لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم في كتابه العزيز تصريحًا ووصفًا وثناءً بهذا القَدْر والكَمِّ من آيات الكتاب المبين، لَيُنْبِئ عن رِفْعَة مكانَتِه وعُلُوِّ قدْرِه ومنزلته صلى الله عليه وسلم عند الله سبحانه وتعالى، وإنه لَشرفٌ لنا أن نكون من أُمَّة ذلك النبيِّ الخاتم الذي اصطفاه الله لمرتبة الخُلَّة، وخصَّه بالشفاعةِ العُظْمَى، وجعَلَ أُمَّته خيرَ أُمةٍ أُخرِجَتْ للناسِ، فَصلواتُ ربي وسلامُه وتحياتُه وبركاتُه على نبيِّه المصطفى وحبيبه المُجْتبَى في كلِّ وقتٍ وحِينٍ.