شُرع الجهاد لأول مرة في الإسلام خلال العهد المدني بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.
وقبل ذلك كان المسلمون مأمورين بالصبر على إيذاء المشركين، وكان تشريع الجهاد دفاعًا عن النفس فقط في أول الأمر: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) [البقرة:190]
ثم تم تشريع جهاد الطلب، لإخراج العباد من عبادة العباد، ومنعا من تسلط الظالمين على دينهم ورقابهم وحرياتهم، وللتمكين للعقيدة من الانتشار دون عقبات، ولصرف الفتنة عن الناس ليكونوا أحرارًا في اختيار الدين الحق بإرادتهم الحرة، قال تعالى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِين) [البقرة:193].
قال الله تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ) [الحج: ٣٩-٤٠]
وقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم بالعديد من المعارك دفاعًا عن الإسلام والمسلمين، ولجلب الحرية للناس ليعبدوا الله ولا يجبروا على دين.
ولم يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل المعارك -مع شجاعته صلى الله عليه وسلم ورغبته في الخروج- لأجل رحمته بأصحابه وأتباعه ورفقًا بهم! يقول صلى الله عليه وسلم: «والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلا أَنَّ رِجَالًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لا تَطِيبُ أَنْفُسُهُمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي وَلا أَجِدُ مَا أَحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ مَا تَخَلَّفْتُ عَنْ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ» (رواه البخاري).
1. كن ثابتًا على أخلاق الإسلام الرحيمة، وانشر السلام، واعف عن الناس وادعهم إلى الخير.
2. إن اضطررت إلى حرب وجهاد أو عداوة، فقاتل بأخلاق الإسلام، ولا تجرك العداوة إلى البغي أو الظلم.
3. عليك بالرفق في معالجة الأمور؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «مَا كَانَ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ إِلا زَانَهُ» (رواه مالك).