يزعم بودلي (1) بأن جماعة من غير المسلمين اشتركوا في القتال مع المسلمين ضد كفار قريش في معركة بدر الكبرى، وأنهم ما خرجوا إلا للسلب.
ومما يدل على بطلان هذا الزعم ما رواه مسلم (2) من أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لرجل مشرك أراد أن يشترك مع المسلمين في القتال يوم بدر: "ارجع فلن أستعين بمشرك"، قال له ذلك عندما عرض له في ثلاثة أماكن على الطريق إلى بدر. وعندما أقر الرجل بالإسلام قبله الرسول صلى الله عليه وسلم. ورفض الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك الاستعانة باليهود المشركين يوم أحد (3) ، وقد أقر بودلي (4) بهذا. علماً بأن رواية رفض الرسول صلى الله عليه وسلم اشتراك المشرك الكافر يوم بدر وردت في الصحيح، ورواية رفض اشتراكه اليهود الكفار المشركين يوم أحد ليست في الصحيح!! كما تلحظ في حاشيتنا هنا. وهكذا يظل التناقض والجهل يلازمان بودلي في مزاعمه الكثيرة.
وقد أفرد الشيخ عبد العزيز بن باز ـ يرحمه الله ـ نحو ست عشرة
__________
(1) الرسول، ص 138.
(2) صحيحه (3/1449ـ1450/ح1817) .
(3) ابن سعد: الطبقات (2/39، 48) ، بإسناد يتقوى بالشواهد، مثل رواية الحاكم في المستدرك (2/122) ، والبيهقي في سننه (9/37) ، والهيثمي في المجمع (6/203) ، ورجاله ثقات ما عدا سعد بن المنذر، الذي ذكره ابن حبان في الثقات، وابن إسحاق بإسناد منقطع كما في سيرة ابن هشام (3/63) ، والواقدي في المغازي (1/215 ـ 216) .
(4) الرسول ص 159
صفحة من كتابه: " نقد القومية العربية"، لبيان عدم جواز الاستعانة بالمشركين في الحرب. أما تجويزه لذلك في فتواه ـ مع غيره من العلماء الخاصة بتحرير الكويت، فهو من باب الضرورة التي تبيح المحظور. ولم نقف على رواية قوية أو ضعيفة تؤيد ما ذهب إليه بودلي في زعمه المذكور.
16-