اشتد التضييق على المسلمين في مكة والتنكيل بهم، فاستعدوا للهجرة مرة أخرى إلى الحبشة على نطاق أوسع، وحاولت قريش إحباط هذه الهجرة أيضًا لتخوفها من انتشار الدعوة الإسلامية خارج مكة، لكن المسلمين كانوا أسرع، فلم يدركهم مشركو مكة، ويسر الله لهم السفر، ثم دخلوا في حماية النجاشي ملك الحبشة.
وكان عدد المهاجرين في هذه المرة نحو ثمانين رجلاً كما جاء في حديث ابن مسعود: « بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى النَّجَاشِيِّ، وَنَحْنُ نَحْوٌ مِنْ ثَمَانِينَ رَجُلًا، فِيهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَجَعْفَرٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْفُطَةَ، وَعُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، وَأَبُو مُوسَى، فَأَتَوْا النَّجَاشِيَّ...» (رواه أحمد).