وفي العام الثاني عشر من البعثة -أي: بعد عام فقط من التقاء النبي صلى الله عليه وسلم بالأنصاريين الستة- ومع حلول موسم الحج، أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفدٌ من الأنصار قوامه اثنا عشر رجلًا: عشرة من الخزرج هم: (أسعد بن زرارة، وعوف بن الحارث بن رفاعة ابن عفراء، ورافع بن مالك بن العجلان، وقُطْبة بن عامر بن حديدة، وعقبة بن عامر بن نابي، ومعاذ بن الحارث بن عفراء، وذكوان بن عبد قيس، وعبادة بن الصامت، ويزيد بن ثعلبة، والعباس بن عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان)، واثنان من الأوس هم: (أبو الهيثم بن التيهان، واسمه مالك، وعُويم بن ساعدة) [البداية والنهاية لابن كثير].
أقبل ذلك الوفد -فيما عُرِف بالنقباء- على رسول الله صلى الله عليه وسلم مبايعين له، يحكي عن ذلك عُبادَةُ بن الصّامِتِ -رضي الله عنه- وكان ممن شهد البيعة: «إِنِّي لَمِنْ النُّقَباءِ الَّذِينَ بايَعُوا رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم»، وَقالَ: «بَايَعْنَاهُ عَلَى أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَا نَزْنِيَ، وَلَا نَسْرِقَ، وَلَا نَقْتُلَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَلَا نَنْتَهِبَ، وَلَا نَعْصِيَ، فَالْجَنَّةُ إِنْ فَعَلْنَا ذَلِكَ، فَإِنْ غَشِينَا مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا كَانَ قَضَاءُ ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ» (رواه مسلم).