ثم سرية أسامة إلى أهل أبنى بالشراة، ناحية البلقاء (2).
يوم الإثنين لأربع ليال بقين من صفر، سنة إحدى عشرة، لغزو الروم، مكان قتل أبيه (3).
ومعه أبو بكر، وعمر، وأبو عبيدة، وسعد، وسعيد، رضوان الله
_________
= 1/ 10: وحج معه صلى الله عليه وسلم من الصحابة مائة ألف أو يزيدون. وقال السخاوي في التحفة اللطيفة 1/ 37: ووقف معه صلى الله عليه وسلم فيها: مائة ألف وعشرون ألفا.
(1) سقطت هذه الفقرة من (3). وأبو عامر الراهب-وسماه الرسول صلى الله عليه وسلم أبا عامر الفاسق-كان يذكر البعث ودين الحنفية في الجاهلية، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم عانده وحسده، وخرج من المدينة، وشهد مع قريش وقعة أحد، ثم خرج إلى الروم فمات بها سنة تسع أو عشر كما في الإصابة عند ترجمة ابنه حنظلة غسيل الملائكة رضي الله عنه. وفي السيرة: أنه هو الذي طلب من أصحابه المنافقين أن يبنوا مسجد الضرار، وقال لهم: إني ذاهب إلى قيصر ملك الروم، فآتي بجيش، فأخرج محمدا-صلى الله عليه وسلم-وأصحابه، فتنصر ومات. وانظر المنتظم 4/ 13، فقد جزم أن موته في هذه السنة.
(2) أسماء مواضع في فلسطين من أرض الشام، و (أبنى) يقال فيها: (يبنى) بالياء أيضا كما في تاريخ دمشق (المختصر) 1/ 171. وفي السيرة: أمره أن يوطىء تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين. وعند ابن عساكر: أمره بشن الغارة على مؤتة، ويبنى، وآبل الزيت. وما أثبته المصنف: من الطبقات 2/ 189، وفيها: (السراة) بالسين غير المعجمة.
(3) زيد بن حارثة، شهيد مؤتة، رضي الله عنه.
عليهم أجمعين (1).
_________
(1) وآخرون من المهاجرين والأنصار. (الطبقات 2/ 190)، وانظر فتح الباري -كما سوف أخرج-فقد رد على ابن تيمية رحمه الله في إنكاره أن يكون أبو بكر وعمر رضي الله عنهما في هذا البعث. وفي البخاري، كتاب المغازي، باب (86) حديث (4469) عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثا وأمر عليه أسامة بن زيد، فطعن الناس في إمارته، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «إن تطعنوا في إمارته، فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل. وايم الله إن كان لخليقا للإمارة، وإن كان من أحب الناس إليّ، وإن هذا من أحب الناس إليّ بعده». وذكر الحافظ أن تجهيز أسامة كان قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بيومين، وأن ابتداء ذلك كان آخر صفر. وقالوا: إن سرية أسامة كانت آخر سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأنه سار إلى أهل أبنى فقتل وسبى وتمكن من قاتل أبيه، ورجع إلى المدينة سالما. (انظر الطبقات 2/ 189 - 192، ومختصر تاريخ دمشق 1/ 170 - 179 حيث ساق ابن عساكر جميع الروايات الواردة في هذا البعث).