مع أنه شاب عاش في بيئة جاهلية وبين جاهليين، لم يذكر عنه شيء من الرذائل، ولو عرف شيء من ذلك لعيب به، لا سيما مع حرصهم الشديد على إلصاق التهم- الكاذبة- به بعد نبوته.
ومع ذلك عاش محفوظا من الرذائل طوال عمره. وقد قال سبحانه: أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (69) [المؤمنون: 69] .
وقال- سبحانه- مرشدا رسوله أن يقول لهم: ... فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ [يونس: 16] .
__________
(1) الخصائص الكبرى للسيوطي 1/ 49.
(2) رواه ابن حبان والطبراني وقال الذهبي: هذا حديث جيد الإسناد. انظر صحيح السيرة النبوية ص 52.
(3) أخرجه أحمد ومسلم.
وفي خلال هذه الفترة عرف قومه صدقه ونزاهته وأمانته وكريم أخلاقه حتى عرف بينهم بالصادق الأمين، وأمّنوه على ودائعهم وأماناتهم واستمر ذلك منهم حتى أثناء خصومتهم له بعد النبوة، فهل يعقل ممن هذه صفاته أن يصدق الناس ويكذب على الله، ويحفظ أمانات الناس ويخون أمانة الله؟.
ومن الإرهاصات أن قريشا كانت تدعوه بالأمين.