وقعت في شعبان لعام 8 هـ، وذلك على بعد 11 كيلو متر من المدينة عند موضع يسمى "الغابة"، تفيض عنده أودية المدينة ويكثر الشجر، وكانت تقطنه بطون (قبائل صغرى مشتقة) لقبيلة بني جشم.
قادها الصحابي عبدالله بن أبي حدرد الأسلمي رضي الله عنه، في ثلاثة ( 3) من أصحابه؛ لقتل رفاعة بن قيس؛ أحد وجهاء قبيلة بني جشم وهم من بني قيس.
عزم رجل يدعى قيس بن رفاعة (وقيل رفاعة بن قيس) لحشد قومه من بني قيس على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم. [ابن هشام،2/ 628]
ذهب عبدالله بن حدرد لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، يطلب منه إعانته على نكاحه، بعد أن أمهر فتاة تزوجها مائتي درهم، وذكر بعض الرواة أن النبي قد دهش لزيادة المهر فقال: سبحان الله! ، لو كنتم تأخذون الدراهم من بطن واد ما زدتم، واللّٰه ما عندي ما أعينك به". [ابن هشام، نقلا عن ابن إسحاق، المصدر السابق].
وقد أمر النبي عبدالله بن حدرد أن يخرج واثنين من الصحابة، في طلب رفاعة بن قيس الذي احتشد لحرب المسلمين، قائلا: "اخرجوا إلى هذا الرجل حتى تأتوني منه بخبر" ودفع لهم النبي بناقة مسنة ليتبادلوا ركوبها في طريقهم.
وقد أمرهم عبدالله بن حدرد أن يتبعانه حتى جاءوا بالقرب من القوم عند غروب الشمس، طلب إليهم أن ينتظرا حتى يكبر فيكبرا مثله، وبالفعل خرج رفاعة بن قيس في طلب راع أبطأ من قومه وتخوفوا عليه.
لما شاهد ابن حدرد خروج رفاعة رماه بسهم فاستقر في قلبه، ووثب عليه فاحتز رأسه ، ثم كبر فكبر صاحباه المسلمين فهرب القوم فزعا.
استاق المسلمون مغانم كثيرة من إبل وغنم من بني قيس، وجاءوا بها إلى رسول الله، فمنح ابن حدرد ثلاثة عشر (13) بعيرا لإعانته على صداق زوجه. [ابن هشام].
ويلاحظ أن بعض كتب السيرة قد جعلت خروج أبي قتادة إلى غطفان بأرض محارب جزء من تلك السرية، لمشاركة ابن حدرد فيها. [السيرة الحلبية 3/205].
مقتل عدو الله رفاعة بن قيس على يد قائد السرية المسلم، وهروب أتباعه، وجني مغانم من المشركين.
- الصدق في طلب الجهاد: وكان ابن حدرد لا يزال حديث عهد وينتوي الزواج وخرج قائدا لسرية خطرة من 3 أشخاص فقط لطلب قوم يحتشدون لحرب النبي صلى الله عليه وسلم.
- إكرام النبي للمجاهدين، وقد نفل ابن حدرد نصيبا كبيرا لإعانته على الزواج.
- نهي الإسلام عن المبالغة في المهور: وقد تعجب النبي من مهر زوجة ابن حدرد .
- نصر المسلمين بالرعب: فقد هرب المشركون لمقتل قائدهم رغم أن المهاجمين لم يكونوا غير 3 رجال !