ورود أخبار للنبي الحبيب صلى الله عليه وسلم بتأهُّب بني أسد بن خزيمة لقتال المسلمين، بعد غزوة أحد مباشرة.
أبوسلمة (عبد الله بن عبدالأسد) ، وهو ابن عمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة.
وقد كان في مقدمة المتآمرين على المسلمين من بني أسد طليحة وسلمة ابني خويلد .
مطلع محرم سنة 4هـ، عند مياه بني أسد خارج المدينة المنورة.
لم يمض على أحد شهران، حتى تهيأت طوائف عدة للانقضاض على المسلمين، ومنهم بنو أسد وقبائل عضل وقارة وبنو عامر وبنو النضير وغطفان .
وكان أول من قام ضد المسلمين بعد نكسة أحد هم بنو أسد بن خزيمة، فقد نقلت استخبارات المدينة أن طليحة وسلمة ابني خويلد قد سارا في قومهما ومن أطاعهما، يدعون بني أسد بن خزيمة إلى حرب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
فسارع الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى بعث سرية قوامها مائة وخمسون مقاتلا من المهاجرين والأنصار، وأمر عليهم أبا سلمة وعقد له لواء، وباغت أبوسلمة بني أسد في ديارهم قبل أن يقوموا بغارتهم، فتشتتوا في الأمر، وأصاب المسلمون إبلا وشاءً لهم، فاستاقوها، وعادوا إلى المدينة سالمين غانمين لم يلقوا حربا.
وقد عاد أبوسلمة وقد نغر عليه جرح كان قد أصابه في احد، فلم يلبث حتى مات، وكان جرحه بعضده وقد مكث شهرا يداويه قبل السرية، وقد تزوج النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم لاحقا من زوجته أم سلمة المخزومية، وكانت توصف بالرأي الصائب، وشهدت العديد من مغازيه الشريفة رضي الله عنها.
لم يحدث قتال ولا خسائر، واغتنم المسلمون إبلا وشاء من بني أسد أعدائهم.
مباغتة العدو سبيلا للنصر، ويقظة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته التي جعلتهم يترصدون كل تحركات المشركين بعد غزوة احد.
"زاد المعاد" لابن القيم 2/108، "السيرة الحلبية"، "الرحيق المختوم" للمباركفوري ص 291، "المغازي" للواقدي.