ثم سرية خالد إلى بني جذيمة بناحية يلملم (4) في شوال، وتعرف بيوم الغميصاء (5)، ومعه ثلثمائة وخمسون رجلا داعيا لا مقاتلا، فادّعوا أنهم أسلموا.
_________
(1) (العزى) هي المعنية بقوله تعالى: أَفَرَأَيْتُمُ اللاّتَ وَالْعُزّى [النجم:19]، وهي شجرة أو صنم أو حجر أبيض ببطن نخلة بين مكة والطائف، بني عليه بيت، ووضع له سدنة، وكانت غطفان وقريش وأهل الطائف يعظمونه، قال أبو سفيان يوم أحد: لنا العزى ولا عزى لكم.
(2) وهو المذكور في قوله تعالى: وَقالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً [نوح:23]، ورهاط: بين مكة وجدة جهة الساحل، بقرب غران والحديبية، والله أعلم.
(3) وهي المذكورة في قوله تعالى: وَمَناةَ الثّالِثَةَ الْأُخْرى [النجم:20]، والمشلل: قرب مكة، جبل يهبط منه إلى قديد جهة الساحل.
(4) يلملم: ميقات أهل اليمن، وهو جبل من جبال تهامة على بعد مرحلتين من مكة.
(5) الغميصاء: موضع كان يسكنه بنو جذيمة، أسفل مكة من ناحية يلملم.
وفي البخاري: لم يحسنوا أن يقولوا ذلك، فقالوا: صبأنا (1).
فقال لهم: استأسروا. فلما كان السحر نادى مناديه: من كان معه أسير فليقتله. فقتلت بنو سليم من كان بأيديهم، وأبى ذلك المهاجرون والأنصار، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «اللهم إني أبرأ إليك مما فعل خالد» (2).
وبعث عليا فودى لهم قتلاهم (3).
_________
(1) أخرجه البخاري في المغازي، باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة (4339)، وفي الأحكام، باب إذا قضى الحاكم بجور، أو خلاف أهل العلم، فهو رد (7189)، وقال الحافظ: إن قريشا كانوا يقولون لكل من أسلم: صبأ. حتى اشتهرت هذه اللفظة، وصاروا يطلقونها مقام الذم، فلما اشتهرت هذه اللفظة بينهم في موضع أسلمت، استعملها هؤلاء، وأما خالد فحمل هذه اللفظة على ظاهرها، أو أنه نقم عليهم العدول عن لفظ الإسلام، لأنه فهم عنهم أن ذلك وقع منهم على سبيل الأنفة، ولم ينقادوا إلى الدين، فقتلهم متأولا قتلهم.
(2) قالها مرتين كما في البخاري، وقال الخطابي: أنكر عليه العجلة وترك التثبت في أمرهم، قبل أن يعلم المراد من قولهم: صبأنا. (انظر أعلام الحديث 3/ 1764 - 1765).
(3) السيرة 2/ 430 والطبقات 2/ 148.