نسبة لصحابي جليل أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلب قبيلة بني سليم العربية .
في ربيع الآخر لسنة ٦ هـ، وقد وقعت بمنطقة يقال لها الجموم بناحية بطن النخل بالقرب من المدينة المنورة.
قادها الصحابي زيد بن حارثة رضي الله عنه، وكان أول الموالي إسلاما ومن السابقين، وقد تبناه النبي صلى الله عليه وسلم، وذُكر اسمه بالقرآن، وشهد غزوات النبي وقاد عدد من السرايا كما قاد جيش المسلمين أمام البيزنطيين.
كانت تلك الفترة هي ذروة خروج السرايا؛ لنشر الدعوة والإغارة على القبائل الموالية لقريش وأعداء المسلمين وتمكين المسلمين وزيادة منعتهم، ومن هؤلاء كانت قبيلة بني سليم التي قدمت نجد واستوطنت شرق المدينة وظلت تحارب النبي صلى الله عليه وسلم وخرجت بمفردها ضده في غزوة (قرقرة الكدر)، وتحزبت مع الأحزاب بالغزوة الشهيرة وساهمت بمقتل الشهداء الصحابة في بئر معونة، والتي قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرًا كاملًا يدعو على بطون منها لغدرهم.
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة إلى بني سليم ، فسار حتى ورد المحل المذكور فأصاب وأصحابه امرأة من مزينة تسمى حليمة، فدلتهم على محلة من محال القوم، فأصابوا في تلك المحلة إبلا وشاء، وأسروا منها جماعة من جملتهم زوج تلك المرأة، وانحدروا بذلك إلى المدينة، فوهب رسول الله صلى الله عليه وسلم لتلك المرأة نفسها وزوجها.
وقال بلال بن الحارث في ذلك شعرًا:
لعمرك! ما أخنى المسول ولا ونت حليمة حتى راح ركبهما معا
وقد ورد عن قبيلة بني سليم التي أسلمت لاحقًا قبل فتح مكة، حديث شريف عن النبي صلى الله عليه وسلم «أنا ابن العواتك من سليم»، (رواه البيهقي) والعواتك: هُن ثلاث نساء من جدات النبي محمد صلى الله عليه وسلم يحملن اسم عاتكة ومن قبيلة بني سليم، فهم أخواله، وبرغم ذلك فقد خرجت المغازي بقيادته وأصحابه في طلبهم قبل الفتح.
إحراز أنعام من بني سليم وأسر جماعة منهم.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجد بطلب القبائل المعادية لدعوة الإسلام وينصره الله وجنده بالرعب قبل مسيرهم فتفر القبائل، وقد علمنا دروسًا عسكرية وإيمانية بالتمكين لدين الله.
"الطبقات الكبرى" لابن سعد 2/58، "السيرة الحلبية" الإليكترونية، "سير أعلام النبلاء"، "زاد المعاد" 2/121 "الحياة العسكرية لقائد البشرية" لحسين نيل ص80