نسبة لأسير بن زارم أمير يهود خيبر خلفًا لسلام بن أبي الحقيق .
شوال لسنة ٦ هـ، وفي موضع خيبر شمال المدينة المنورة حيث كان يقطنها اليهود.
الصحابي عبد الله بن رواحة رضي الله عنه، أحد أكبر المجاهدين آنذاك، وكان قد خرج لخيبر في القتال مرتين.
محاولة اليهود بقيادة ابن زارم للتحالف مع قبائل مناوئة؛ انتقاما لمقتل زعيمهم السابق سلّام بن أبي الحقيق.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث عبد الله بن رواحة مشرفًا على خراج المسلمين من خيبر(وكان اتفاقا معمولا به بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يحصل المسلمون على نصف تمرهم منذ غزاهم بالمدينة).
لكن اليهود قاموا ذات مرة بجمع بعض حلي نسائهم للصحابي عبدالله بن رواحة؛ ليتجاوز في تقدير القسمة لصالحهم، فقال لهم: «يا معشر اليهود، والله إنكم لمن أبغض خلق الله إليّ، وما ذلك بحاملي على أن أحيف عليكم(أظلمكم) فأما ما عرضتم من الرشوة فإنها سحت، وإنا لا نأكلها، فقالوا: بهذا قامت السماوات والأرض وبهذا غلبتمونا» ( أي بالعدل) (شرح الموطأ للإمام مالك ) .
لما قُتل أبو رافع بن سلام بن أبي الحقيق عظيم يهود خيبر، أمّر اليهود عليهم أسير بن زارم، فقال لهم: إني صانع بمحمد ما لم يصنعه أصحابي، فقالوا له: وما عسيت أن تصنع؟ قال: أسير في غطفان فأجمعهم لحربه، قالوا: نعم ما رأيت، ويبدو أنه كان بعد فتح خيبر. (السيرة الحلبية) .
بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ما قاله ابن زارم اليهودى، وكان يعلم مكر اليهود وكراهية غطفان للمسلمين، فوجه ٣٠ رجلا بقيادة عبد الله بن رواحة رضي الله عنه ليقضي على فتنهم. (خاتم النبيين لأبي زهرة) .
عرض المسلمون على ابن زارم أن يستعمله الرسول على خيبر ويحسن إليه(بمعنى عدم القتال) فقال اليهود لزارم: «ما كان محمد ليستعمل رجلا من بني إسرائيل»
لكن زارم اعتقد أن النبي قد مل الحرب، فخرج ومعه ٣٠ رجلا، أي في مقابل كل يهودي رجل مسلم، فلما التقيا بان من ابن زارم الغدر، فهوى على سيف عبد الله بن أنيس(وكان مقابلا له) !
وهنا صاح عبد الله بن أنيس: أغدرا عدوّ الله (ثلاثا)؟ فضرب زارم اليهودي بالسيف وأطاح عامة فخذه فسقط من فرسه، ورد عليه ابن زارم فشج رأسه، ومال الصحابة على اليهود من أصحاب زارم فقتلوهم إلا رجلا هرب.
ولما عاد المجاهدون لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال برواية عبد الله أنيس: «قد نجاك الله من القوم الظالمين وبصق في شجتي فلم تقح عليّ ولم تؤذني»(ابن اسحاق).
وفي رواية زيادة على ذلك، وهي وقطع لي قطعة من عصاه، فقال: أمسك هذه معك علامة بيني وبينك يوم القيامة أعرفك بها، فإنك تأتي يوم القيامة متخصرا، فلما دفن عبد الله بن أنيس جعلت معه على جلده دون ثيابه .
وقال ابن إسحاق أن ابن رواحة غزا خيبر مرتين إحداهما التي أصاب فيها ابن زارم.
مقتل عدو الله اليهودي ابن زارم وصحبه جزاء خيانتهم المسلمين.
- العدل في معاملات المسلمين (رفض ابن رواحة رشوة اليهود)
- يقظة المسلمين لحماية دولتهم، وتحركهم الحاسم لردعه (من جوانب حكمة الرسول قائدا عسكريا فقد كانت عيونه منتشرة لرصد تحركات اليهود قبل حدوثها)
- اليهود سمتهم الغدر (عرض المسلمون استعمال يهودي على خيبر فهادنوا ثم ضربوا غدرا)
- رحمة النبي القائد بأصحابه (كان يطبب جراحهم وكان لعابه يحمل ترياقا ربانيا للشفاء)