وصل بعض المسلمين بمطاردتهم الى الطائف، التي التجأ إليها المنهزمون من المشركين، وكانت مدينة محصّنة ذات أسوار وحصون قوية ولها أبواب تغلق عليها.
وتجمّعت أرتال المسلمين التي طاردت المنسحبين الى (أوطاس) و (نخلة) - بعد إنجاز واجباتها- برتل المسلمين الذي طارد ثقيفا باتجاه الطائف، لإجبار ثقيف على الاستسلام.
إلا أنّ ثقيفا سدّدت نبالها على المسلمين الذين كانوا قريبين من الحصون، فأوقعوا فيهم بعض الخسائر، فقرر الرسول صلّى الله عليه وسلم الانسحاب بعيدا عن مرمى النبل، واستقرّ المسلمون في مواضع أمينة هناك.
وفكّر المسلمون في وسيلة يستطيعون بها إجبار الطائف على الاستسلام، فأشار سلمان الفارسي بقذف حصونها بالمنجنيق وبمهاجمة تلك الحصون بالدبابات ...
رمى المسلمون الطائف بالمنجنيق وتقرّب بعضهم بحماية الدبابات الى سور الطائف ليخرقوه، ولكنّ أهل الطائف استطاعوا إحباط هذا الهجوم، إذ أحموا قطعا من الحديد بالنار، حتى اذا انصهرت ألقوها على الدبابات الخشبية فحرقتهأ؛ فانسحب المسلمون المحتمون بها من تحتها لئلا يحترقوا، فرمتهم ثقيف بالنبل بعد انكشافهم من حماية الدبابات.
أعلن الرسول صلّى الله عليه وسلم أنه سيعتق كل عبد يأتيه من الطائف، ففرّ إليه حوالي عشرين من عبيد أهلها، فعرف منهم أن المواد الغذائية كثيرة جدا لدى ثقيف، لذلك آثر أن يرفع الحصار عن الطائف بعد أن استمر حوالي شهر واحد، تاركا أمر استسلام ثقيف الى الزمن، خاصة وأن الكثيرين من رجالها اعتنقوا الإسلام.
,
يمكن إجمال أسباب تخلي المسلمين عن محاصرة الطائف بما يلي:
1- قوة حصون الطائف وشجاعة بني ثقيف وتكديس المواد الغذائية فيها، كل ذلك جعل استسلامها للمسلمين صعبا يحتاج الى مدة طويلة.
2- أصبحت الفترة بين ترك المسلمين المدينة في رمضان حتى حصار الطائف والبقاء هناك حوالي شهر واحد، أصبحت الفترة حوالي شهرين تقريبا، وهذه المدة ليست قليلة بالنسبة للمسلمين الذين دخلوا الإسلام حديثا، مما جعل بعضهم يرغب في سرعة العودة الى ديارهم، كما أن الوقت ثمين بالنسبة للرسول صلّى الله عليه وسلم لتوطيد دعائم الاسلام.
3- قرب حلول الشهر الحرام (ذي القعدة) .
4- انتشار الاسلام في ثقيف مما جعل دخول ثقيف كلها في الاسلام أكيدا لا يحتاج إلا إلى الوقت.
وقد نظمت مقاومة المسلمين ضد ثقيف بعد إسلام مالك بن عوف، حيث استعمله الرسول صلّى الله عليه وسلم على من أسلم من قومه، فكان يقاتل بهم ثقيفا لا يخرج لهم سرح إلا أنمار عليه، حتى ضيّق عليهم الخناق، فالتجأوا الى الرسول صلّى الله عليه وسلم وأسلموا ...
,
1- سعيد بن سعيد بن العاصي بن أمية.
2- عرفطة بن جنّاب حليف لبني أمية من الأزد.
3- عبد الله بن أبي بكر الصديق، أصابه سهم فاستمرّ منه مريضا حتى مات منه بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلم في خلافة أبيه.
4- عبد الله بن أمية بن المغيرة المخزومي أخو أم سلمة أم المؤمنين.
5- عبد الله بن عامر بن ربيعة العنزي حليف بني عدي بن كعب.
6- السائب بن الحارث بن قيس بن عدي.
7- أخوه: عبد الله بن الحارث السهمي.
8- جليحة بن عبد الله من بني سعد بن ليث.
9- ثابت بن الجذع من بني سلمة من الأنصار.
10- الحارث بن سهل بن أبي صعصعة من بني مازن بن النجار.
11- المنذر بن عبد الله من بني ساعدة.
12- رقيم بن ثابت بن ثعلبة بن زيد بن لوذان بن معاوية.
دولة الاسلام
(وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) .
(القرآن الكريم)