وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس ستة أشهر من فتح بنى قريظة إلى لحيان يطلبهم بأصحاب الرجيع- خبيب وأصحابه- وأظهر أنه يريد الشام ليصيب من القوم غرة.
فلما انتهى إلى منازلهم بغران وهو واد بين أمج وعسفان وجدهم قد حذروا وتمنعوا فى رؤس الجبال. فلما أخطأه من غرتهم ما أراد قال: لو أنا هبطنا عسفان لرأى أهل مكة أنا قد جئنا مكة. فخرج فى مائتى راكب من أصحابه حتى نزل عسفان ثم بعث فارسين من أصحابه حتى بلغا كراع الغميم ثم كرا وراح رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلا.
__________
(1) انظر الحديث فى: المعجم الكبير للطبرانى (11/ 120) ، مجمع الزوائد للهيثمى (3/ 285) ، الدر المنثور (2/ 175) ، كنز العمال للمتقى الهندى (34766) .
(2) راجع هذه الغزوة فى: طبقات ابن سعد (2/ 1/ 56) ، المغازى للواقدى (2/ 535) ، تاريخ الطبرى (2/ 595) ، البداية والنهاية (4/ 81) .
فكان جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين وجه راجعا:
«آيبون تائبون إن شاء الله، لربنا حامدون، أعوذ بالله من وعثاء السفر وكآبة المنقلب وسوء المنظر فى الأهل والمال» «1» .