1- الهدف:
أ- عقاب بني لحيان الذين غدروا بدعاة المسلمين عند ماء (الرجيع) قبل عامين خلوا وهم ستة من كبار الصحابة: اغتالوا أربعة منهم وباعوا الإثنين الباقيين لقريش، فضربت قريش عنق أحدهما وصلبت الثاني.
ب- التأثير في معنويات قريش والقبائل الأخرى، وإطلاعهم (عمليا) على عاقبة الذين يغدرون بالمسلمين.
2- الحوادث:
علم الرسول صلّى الله عليه وسلم بمحاولة قريش التجمع مع حلفائها لغزو المسلمين، ففكّر في الحركة إليهم للتأثير في معنويات قريش والقبائل الأخرى والتعرّض ببني لحيان الذين غدروا بدعاة المسلمين عند ماء (الرجيع) .
__________
(1) - في سيرة ابن هشام 3/ 313- 316، وجوامع السيرة 198- 200: انهم لما أتوا (خيبر) ليلا، وكان سلام ساكنا في دار مع جماعة وهو في علية منها، فتسوروا الدار وأغلقوا كافة أبوابها، ثم اتوا العلية التي هو فيها فاستأذنوا عليه، فلما دخلوا عليه اغلقوا الباب على انفسهم ثم تعاوروه بأسيافهم وهو راقد على فراشه حتى قتلوه ورجعوا الى المدينة. وأرجح ما ذكرناه اعلاه لأنه اقرب الى العقل والمنطق.
وأظهر الرسول صلّى الله عليه وسلم أنه يريد الشام، حتى يستطيع مباغتة بني لحيان دون أن يعرفوا بحركته اليهم، فتحرك بقواته شمالا، فلما اطمأن الى انتشار أخبار حركته الى الشمال باتجاه الشام، عاد راجعا باتجاه مكة مسرعا في حركته حتى بلغ منازل بني لحيان ب (غرّان) «1» ، ولكن بني لحيان فروا الى رؤوس الجبال، واستطاعوا النجاة بأرواحهم وأموالهم.
عند ذاك ترك الرسول صلّى الله عليه وسلم القسم الأكبر من قواته في (غران) وسار على رأس مائتي راكب باتجاه مكة حتى وصل (عسفان) «2» شمال مكة للتأثير في معنويات قريش، فلم تخرج قريش للقائه. ثم عاد المسلمون الى المدينة متحملين شدة الحر، بعد أن أثروا في معنويات القبائل وجعلوهم يخافون المسلمون أشد الخوف.