ثم خرج لستّ ليال خلون من شوال، ويقال: لليلتين بقيتا من رمضان (1)، إلى حنين، واد، ويقال: ماء، بينه وبين مكة ثلاث ليال، قرب الطائف، سمي بحنين بن قانية بن مهلاييل (2).
واستعمل عتّاب بن أسيد (3).
وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة، مشت أشراف هوازن وثقيف بعضها إلى بعض، وحشدوا، وكان رئيسهم مالك بن عوف النصري، وله ثلاثون سنة، فوصلها عليه الصلاة والسلام مساء ليلة الثلاثاء، لعشر خلون من شوال، ورأى أبو بكر رضي الله عنه-وقيل غيره-كثرة العساكر،
_________
(1) الأول هو قول الواقدي 3/ 889، وتبعه ابن سعد 2/ 150. وذكر الحافظ في الفتح 7/ 621، والصالحي في السبل 5/ 508 الثاني دون عزو. وفي معالم التنزيل للبغوي عند تفسير آية حنين من سورة التوبة قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة، وقد بقيت عليه أيام من شهر رمضان، ثم خرج إلى حنين. . وذكر خليفة وابن حبيب أنها في النصف من شوال وهذا قول ابن قتيبة في المعارف/163/ لكن قال: سار إلى حنين في شوال سنة ثمان، ولقي جمع هوازن للنصف منه.
(2) كذا في معجم البكري 2/ 472، وذكرها السهيلي 4/ 138 عنه، وحددوا حنينا أيضا بأنه وراء عرفات. وتسمى هذه الغزوة بغزوة أوطاس، وغزوة هوازن.
(3) القرشي، وكان عمره عشرين سنة أو نيفا وعشرين كما في ابن حزم/249/، وترك معه معاذ بن جبل الأنصاري يعلمهم السنن والفقه.
فقال: لن نغلب اليوم من قلة (1).