إكمال حشد قوى المسلمين استعدادا لمعركة الإسلام الحاسمة ضد قريش.
,
1- أسباب الغزوة:
أ- أسباب مباشرة:
القضاء على تحريض القبائل العربية يهود ضد المسلمين.
ب- أسباب غير مباشرة:
القضاء على يهود نهائيا في منطقة المدينة المنورة للتخلص من أقوى أعداء المسلمين في المنطقة الشمالية، ولتكون تلك المنطقة أمينة عندما يحين موعد محاسبة قريش.
2- قوات الطرفين:
أ- المسلمون:
ستمائة وألف رجل بينهم مائتا فارس بقيادة الرسول صلّى الله عليه وسلم، وهي القوات التي حضرت غزوة (الحديبية) .
ب- يهود:
يهود خيبر الذين يقدّرون بألف وأربعمائة نسمة بقيادة سلّام بن مشكم.
3- الهدف:
القضاء على يهود للتخلص من المشاكل الخطيرة التي يعملون على خلقها وإثارتها ضد المسلمين.
__________
(1) - خيبر: ناحية على ثمانية برد من المدينة لمن يريد الشام. يطلق هذا الاسم على الولاية، وتشتمل هذه الولاية على سبعة حصون ومزارع ونخل كثير. وأسماء حصونها: حصن ناعم، والقموص، والشق، وحصن النطأة، وحصن السلالم، وحصن الوطيح، وحصن الكتيبة. أما لفظ خيبر فهو بلسان يهود، معناه: الحصن. أنظر التفاصيل في معجم البلدان 3/ 495. وخيبر: نسبة الى خيبر بن مهلهل من العمالقة، وخرجت منه قبيلة خيبر التي اعتنقت اليهودية.
4- سير الحوادث:
أ- الأعمال التمهيدية:
أقام الرسول صلّى الله عليه وسلم حوالي الشهر الواحد في المدينة المنورة بعد عودته من (الحديبية) ، ثم تحرّك بأصحابه الى مواضع (الرّجيع) من أرض غطفان، ليحول بين تعاون يهود خيبر وغطفان حلفائهم في قتال المسلمين؛ إذ استطاع يهود أن يضمنوا معاونة غطفان لهم إذا داهمهم الخطر، وبهذه الحركة استطاع الرسول صلّى الله عليه وسلم إيهام غطفان بأن الهجوم موجّه ضدهم وأن قوات المسلمين توشك أن تطوّقهم.
وعاد الرسول صلّى الله عليه وسلم الى خيبر، ولكنه أرسل مفرزة من أصحابه لمباغتة ديار غطفان بعد أن تركتها قوات غطفان الضاربة لمعاونة يهود. ونجحت هذه المفرزة في إلقاء الرعب في ديار غطفان، مما اضطر هذه القبيلة الى الإسراع بالعودة الى ديارها لحمايتها من تهديد المسلمين، وتركت يهودا وحدهم أمام المسلمين. وهكذا نجحت خطة الرسول صلّى الله عليه وسلم في عزل يهود عن غطفان حلفائهم.
ب- القتال:
وصلت قوات المسلمين قرية (خيبر) ليلا، فلم يعرف يهود أنهم أصبحوا مطوّقين بقوات المسلمين إلا عند خروج قسم من الفلاحين صباحا ليباشروا أعمالهم، فلما رأوا جيش المسلمين عادوا أدراجهم «1» .
__________
(1) - راجع قانون الحرب والحياد من القانون الدولي: الحصار: الإحاطة بقرية أو بلد، سواء كانت محصنة أم غير محصنة مدافعا عنها أم غير مدافع، لمنع الدخول والخروج منها حتى تضطر الى التسليم. ولا يؤثر على هذه القاعدة، إن من نتائج الحصار تجويع سكان المنطقة غير المقاتلين من النساء والأطفال، بل ليس من واجب القوات المحاصرة إخطار أهل المنطقة بالحصار المزمع لتمكين المدافعين من إخلائها منهم، ولا من واجبها أن تسمح لهؤلاء بالخروج إذا طلب إليها ذلك، لأن بقاء هذا الفريق الكبير من المدنيين مع المدافعين عن المنطقة المحاصرة يزيد في متاعبها ويعجل في التسليم. وليس هناك مانع من أن يقوم المحاصرون بإجراءات أخرى تعجل في سقوطها، كقطع موارد المياه ومهاجمتها بالسلاح.
وبدأ قتال المدن والأحراش بين المسلمين ويهود، ولم يكن هذا القتال سهلا، لأن (خيبر) محصّنة تكتنفها البساتين، ولأن يهود خيبر أقوياء مسلحون أغنياء.
أدخل يهود أموالهم وعيالهم حصني (الوطيح) و (السلالم) ، وأدخلوا ذخائرهم حصن (ناعم) ، ودخلت قواتهم حصن (نطأة) .
وابتدأ هجوم المسلمين بشدة من أول يوم للتأثير على معنويات يهود، حتى بلغ عدد جرحى المسلمين في هذا اليوم خمسين جريحا.
وخرجت مفرزة من يهود لمقاتلة المسلمين بالعراء بقيادة الحارث بن أبي زينب بعد أن قتل سلّام بن مشكم، ولكنّ الخزرج اضطروهم بهجوم مضاد الى الالتجاء الى حصونهم.
واستمات المسلمون في الهجوم، واستمات يهود في الدفاع، إذ كانوا يعلمون علم اليقين أن اندحارهم معناه القضاء الأخير عليهم في شبه الجزيرة العربية.
ركز المسلمون هجومهم الرئيس على حصن (ناعم) وبقيت قوات المسلمين الثانوية تشاغل الحصون الأخرى، كي تمنع قوات يهود من التعاون فيما بينها وتحرمها من معرفة اتجاه الهجوم الرئيس للمسلمين.
واستمر الهجوم العنيف على حصن (ناعم) ثلاثة أيام: بقي يهود داخل الحصن في اليومين الأولين، وخرجوا منه في اليوم الثالث للقتال خارجه بعد تشديد الحصار عليهم في اليومين السابقين، فانتهز المسلمون فرصة خروجهم ودارت حول الحصن معركة في العراء قتل فيها قائد يهود الحارث بن أبي زينب، فاستسلم حصن (ناعم) المنيع للمسلمين.
أثّر سقوط هذا الحصن في معنويات يهود، فاستسلم بعده حصن (القموص) بعد قتال عنيف، ولكنّ إعاشة المسلمين نفدت، فوجهوا هجومهم الرئيس على حصن الصعب بن معاذ الذي كان يهود قد كدّسوا فيه أرزاقهم وكثيرا من
المواد الغذائية، فاستطاعوا الاستيلاء على هذا الحصن، واستفادوا من مواد الإعاشة المتيسرة فيه، مما خفف عنهم وطأة المشكلة الإدارية.
واستمات يهود بعد ذلك في الدفاع عن حصونهم الأخرى، والحق أن دفاعهم عن حصونهم كان دفاعا مستميتا!
وركز المسلمون هجومهم على حصن (الزبير) ، ولكنه استعصى عليهم؛ فقرروا قطع الماء عنه، وبذلك اضطروا يهود المدافعين فيه على الخروج عنه، فقاتلهم المسلمون في العراء وقضوا على أكثرهم، وألجأوا الباقين من يهود الى الفرار.
وأخذت الحصون تسقط بالتعاقب بيد المسلمين، حتى سقطت الحصون كلها إلا حصني (الوطيح) و (السلالم) ، وكانا آخر حصنين منيعين ليهود.
وتجمعت قوات المسلمين كلها حول هذين الحصنين، وضيّقوا الحصار عليهما، وحين ذاك طلب يهود الصلح على أن يحقن المسلمون دماءهم.
وقبل رسول الله صلّى الله عليه وسلم استسلامهم بشرط حقن دمائهم، وأبقاهم على أرضهم على أن يكون لهم نصف ثمرها مقابل عملهم فيها، لأن موقف المسلمين لم يكن يساعد على الاستغناء عن قسم من قواتهم لزراعة الأرض.
لقد كانوا بحاجة الى كل قادر على حمل السلاح للدفاع عن الإسلام.
5- خسائر الطرفين:
أ- المسلمون:
واحد وعشرون شهيدا مع كثير من الجرحى. أنظر الملحق (ح) .
ب- يهود:
كانت خسائرهم في الأرواح كبيرة جدا، كما خسروا أموالهم وأملاكهم.
,
1- يهود فدك «1» :
بعث الرسول صلّى الله عليه وسلم بعد انتهاء معركة (خيبر) الى أهل (فدك) من يهود يدعوهم الى الاسلام أو الاستسلام للمسلمين، وكانت معنوياتهم ضعيفة جدا فصالحوا المسلمين بنفس شروط (خيبر) دون قتال.
2- يهود وادي القرى «2» :
عاد المسلمون الى المدينة على طريق (وادي القرى) فأنجز يهود هناك استحضاراتهم للقتال.
ونشبت معركة محدودة استمرت بضع ساعات انتهت باستسلام يهود للمسلمين، حيث فتحت (وادي القرى) أبوابها عنوة فصالحهم الرسول صلّى الله عليه وسلم على ما صالح عليه يهود (خيبر) .
3- يهود تيماء «3» :
استسلم يهود (تيماء) بدون قتال للمسلمين بنفس شروط يهود خيبر أيضا.
4- النتائج:
القضاء على يهود عسكريا في شبه الجزيرة العربية.
__________
(1) - فدك: قرية في الحجاز بينها وبين المدينة يومان وقيل ثلاثة. أنظر التفاصيل في معجم البلدان 6/ 342. وهي في شمال المدينة على طريق المدينة- تبوك- الشام.
(2) - وادي القرى: واد بين المدينة والشام من أعمال المدينة كثير القرى. أنظر التفاصيل في معجم البلدان 8/ 375.
(3) - تيماء: بلد في أطراف الشام بين الشام ووادي القرى. أنظر التفاصيل في معجم البلدان 2/ 442. وتقع في شمال الحجاز.
,
من قريش ثم من بني أمية بن عبد شمس ثم من حلفائهم:
1- ربيعة بن أكثم بن سخبرة بن عمرو.
2- ثقف بن عمرو.
3- رفاعة بن مسروح.
من بني أسد بن عبد العزّى:
4- عبد الله بن الهبيب (ويقال الهبيب) من كنانة وابن أختهم.
من بني زهرة:
5- مسعود بن ربيعة (حليف لهم من القارة) .
من الانصار ثم من بني سلحة:
6- بشر بن البراء بن معرور ومات من الشاة التي سمّ فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
7- فضيل بن النعمان.
من بني زريق:
8- مسعود بن سعد بن قيس بن خلدة.
من الاوس ثم من بني عبد الاشهل:
9- محمود بن مسلمة بن خالد (حليف لهم من بني حارثة) .
من بني عمرو بن عوف:
10- أبو ضيّاح بن ثابت بن النعمان.
11- الحارث بن حاطب.
12- عروة بن مرّة بن سراقة.
13- أوس بن القائد.
14- أنيف بن حبيب.
15- ثابت بن أثلة.
16- طلحة بن يحيى بن مليل.
17- أوس بن قتادة.
18- مبشّر بن عبد المنذر.
من غفار:
19- عمارة بن عقبة (رمي بسهم) .
من أسلم:
20- عامر بن الأكوع.
21- الأسود الراعي واسمه أسلم (من أهل خيبر أسلم واستشهد) .