نسبة لموقع حدوثها بين مكة والمدينة.
وقعت في جمادي الآخرة لسنة 2هــ، وكانت في موضع بين مكة والمدينة من بطن ينبع.
قادها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحمل اللواء عمه حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه.
لطلب قافلة لقريش التي تناصب المسلمين العداء، وهي سياسة اتبعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته لتمكين دولة الإسلام الوليدة والدعوة لله، بعد طول صبر على أذى الكفار، وبإذن من الله في دفع المشركين.
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في نحو 150 من المهاجرين، ومعهم نحو 30 بعيرًا، لاعتراض قافلة لقريش ذاهبة للشام
استخلف النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي، وهو أخو النبي من الرضاعة وابن عمته برّة ومن السابقين للإسلام، وقد جاء الخبر بخروجها محملة بأموال، وقد وجد النبي أن القافلة مرت قبل وصولهم بأيام، وإن كانت نفس القافلة حين عودتها من الشام، قد كانت سببًا لغزوة بدر الكبرى لاحقًا.
وقد وادع [عاهد] نبي الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الغزوة، بني مدلج وحلفاءهم من بني ضمرة، بعدم الاعتداء.
وفي هذه الغزوة كُنِّى علي بن أبي طالب مزاحًا من النبي صلى الله عليه وسلم بـ"أبي تراب" ؛ فحين وجده النبي نائمًا هو وعمار بن ياسر وقد علق به التراب، فأيقظه برجله وقال له: «قم أبا تراب» لما يرى عليه من التراب.
لم يحدث قتال، وجرت معاهدة مع بني مدلج.
كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يكتسب منعة لدعوة الإسلام من تلك الغزوات والسرايا التي كانت سبب حقد وخوف المشركين؛ لأنها تهدد أقواتهم ومركزهم. وكان أيضا يستفيد سياسيًا بكسب القبائل المتحالفة معه على الطريق بين مكة والمدينة، وهنا تظهر حنكته كقائد.
"الطبقات" لابن سعد 2/10، "السيرة الحلبية" فصل غزوة ذي العشيرة، "السيرة النبوية" لابن هشام 2/601