وفيها أو في أوّل الرابعة سرية اصحاب بئر معونة وسببها انه قدم أبو براء عامر بن مالك بن جعفر الكلابى العامرى ملاعب الاسنة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الاسلام فلم يسلم ولم يبعد وقال يا محمد ابعث رجالا من اصحابك الى أهل نجد يدعوهم الى أمرك وانا لهم جار فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين رجلا من خيار المسلمين قال أنس بن مالك كنا نسميهم القراء أي يبيع (نفسه ابتغاء) أي طلب (مرضاة الله) أي رضاه (والله رؤف بالعباد) وقيل نزلت في صهيب ابن بشار الرومي وقيل نزلت في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وروى عن ابن عباس أيضا (وجبار) بفتح الجيم وتشديد الموحدة (ابن صخر) بفتح المهملة واسكان المعجمة ثم راء ابن أمية السلمي بفتحتين يكني أبا عبد الله شهد العقبة ثم المشاهد (غيلة) بكسر المعجمة أى من حيث لا يشعر (فشهرا) مبني للمفعول وفيها أى الثالثة أو في أوّل الرابعة أى في شهر صفر على رأس أربعة أشهر من أحد كما قاله ابن اسحق (بئر معونة) بفتح الميم وضم المهملة ونون موضع في بلاد هذيل بين مكة وعسفان وقال ابن اسحق أرض بين أرض بنى عامر وحرة بنى سليم (أبو براء) بفتح الموحدة والراء المخففة والمد (ملاعب الاسنة) أى الرماح قال السهيلي سمى بذلك يوم سونان وهو يوم كانت فيه وقعة في أيام جبله وهي أيام حرب كانت بين قيس وتميم وجبلة اسم لهضبة عالية قال وكان سبب تسميته ملاعب الاسنة يومئذ ان أخاه الطفيل فر وأسلمه فقال شاعر
فررت وأسلمت ابن أمك عامرا ... ملاعب أطراف الوشيج المزعزع
فسمى ملاعب الرماح وملاعب الاسنة انتهى (فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم) قال البغوى أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم هدية فأبى أن يقبلها وقال لا أقبل هدية مشرك فأسلم ان أردت ان أقبل هديتك (وقال يا محمد) ان الذى تدعو اليه حسن جميل (ابعث رجالا) الى آخره (سبعين رجلا من خيار المسلمين) زاد البغوي منهم الحارث بن الصمة وحرام بن ملحان وعروة بن أسماء بن الصلت السلمى ونافع بن بديل ابن ورقاء الخزاعى وعامر بن فهيرة انتهى قلت ومنهم المنذر ابن عمرو الانصارى الساعدي وهو أمير القوم كما ذكره المؤلف أحد النقباء ومالك بن ثابت الانصارى ومسعود بن سعد الزرقى ومسعود بن سعد الزرقي وهو غير الاول والمنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة الاوسي وعابد بن ماعص الزرقى وقطبة بن عمرو بن مسعود الاشهلي وسعد بن عمرو بن ثقف واسم ثقف كعب بن مالك الانصاري الخزرجي وابنه الطفيل بن سعد وابن أخيه سهل بن عامر وسفيان بن ثابت الانصارى هو وأخوه مالك بن ثابت وسليم بن ملحان أخو
كانوا يحتطبون بالنهار ويصلون بالليل وامر عليهم النبى صلى الله عليه وآله وسلم المنذر بن عمرو الانصارى الساعدى أحد النقباء فساروا حتي نزلوا ببئر معونة فلما نزلوها انطلق حرام بن ملحان الى رأس المكان عامر بن الطفيل ليبلغه رسالة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأتاهم فجعل يحدثهم وأومأ الى رجل فأتاه من خلفه فطعنه بالرمح فقال حرام الله أكبر فزت ورب الكعبة فأخذ من دمه فنضحه على وجهه ورأسه فرحا بالشهادة وفخرا بها ثم استصرخ بني عامر فأبوا عليه وقالوا لن نخفر ابا براء في جواره فاستصرخ عليهم قبائل سليم وعصية ورعلان وذكوان فاجابوه وقتلوا أصحاب السرية عن آخرهم الاكعب بن زيد فانه بقى به رمق فعاش واستشهد يوم الخندق وفي صحيح البخارى قتلوهم كلهم لم يبق غير اعرج كان في رأس جبل وكان في سرحهم عمرو بن أمية الضمري وانصارى فلما راحا وجدا اصحابهما صرعى والخيل التي أصابتهم واقفة فقتلوا الانصارى واطلقوا عمرا حين أخبرهم انه من ضمرة فخرج عمرو حتي اذا كان بقناة أقبل رجلان فنزلا معه في ظل هو فيه حرام وأبو عبيدة بن عمرو الانصارى النجاري وعبيدة الانصارى وأبي بن معاذ بن أنس النجاري وأخوه أنس بن معاذ ذكر هؤلاء ابن عبد البر وغيره (كانوا يحتطبون) بالحاء المهملة (حرام بن ملحان) بالراء وهو أخو أم سليم وأم حرام بنتي ملحان بكسر الميم واسكان اللام ثم حاء مهملة (ليبلغه رسالة رسول الله) صلى الله عليه وسلم وكانت تلك الرسالة كتابا دفعه الى عامر بن الطفيل فابي ان ينظر اليه أخزاه الله وأبعده (فجعل يحدثهم) ويقول يا أهل بئر معونة انى رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم اليكم أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فآمنوا بالله ورسوله (وأومأ) بالهمز ويجوز تركه أي أشار (فاتاه من خلفه فطعنه بالرمح) فطعنه في جنبه حتى خرج من الشق الآخر (فنضحه) بالمهملة ويجوز اعجامها أى رشه (لن نخفر) بالضم رباعي أي ننقض خفرته أى جواره (قبائل سليم) بالضم (عصية) بفتح العين وفتح الصاد المهملتين ثم تحتية مشددة بطن من بني سليم (ورعلا) بكسر الراء وسكون المهملة بطن (وذكوان) بالمعجمة بطن منهم أيضا (الا كعب بن زيد) بالنصب (غير أعرج) هو كعب بن زيد المذكور آنفا (وكان في سرحهم عمرو بن أمية الضمري وانصاري) هو المنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح أحد بني عمرو بن عوف زاد البغوي فلم ينبئهما بمصاب أصحابهما الا الطير تحوم في العسكر فقالا والله ان لهذه الطير لشأنا فاقبلا لينظرا فاذا القوم في دمائهم (فقتلوا الانصاري) وذلك انه قال لعمرو بن أمية ماذا تري قال أري ان نلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم فنخبره فقال الانصارى لكني ما كنت لارغب بنفسي عن موطن قتل فيه المنذر بن عمرو ثم قاتل القوم حتى قتل (وأطلقوا عمرا) بعد ان جز عامر بن الطفيل ناصيته وأعتقه عن رقبة زعم انها كانت على أمه (بقناة) بالقاف
فتحدث معهما واخبراه انهما من بنى عامر فامهلهما حتي ناما فقتلهما وكان معهما عقد وجوار من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يعلم به فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخبره قال لقد قتلت قتيلين لأدينهما (قال المؤلف) في خبر بئر معونة تنازع واختلاف لمن تأمله من ذلك ان ابن اسحق وتبعه غيره ذكروا ان بئر معونة كانت في صفر سنة أربع وذكر النووي في غيره ان بنى النضير في الثالثة ثم روى اهل التواريخ جميعا ان سبب غزوة بنى النضير خروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم اليهم يستعينهم في دية الرجلين اللذين قتلهما عمرو بن أمية الضمرى رجوعه من بئر معونة فتعين بذلك ان بئر معونة قبل بني النضير* ومنها ما ذكر اهل السير ان عددهم أربعون والوجه ما رواه البخارى والمحدثون انهم سبعون* ومنها ان البخارى روى عن انس ان رعلا وذكوان وعصية وبنى لحيان استمدوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي رواية أخرى ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعثهم لحاجة والصواب ان خروجهم انما كان بسؤال ابي براء كما تقدم وان القبائل المذكورين انما استصرخهم عامر على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أبى منه بنو عامر وان بنى لحيان لم يكونوا معهم وانما قتلوا اصحاب سرية الرجيع ولما انتهى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر مصابهم قال هذا عمل أبي براء قد كنت لهذا كارها متخوفا وشق على ابي براء اخفار عامر اياه وقال حسان بن ثابت يحرضه ويؤنبه في الطلب
بني ام البنين ألم يرعكم ... وأنتم من ذوائب اهل نجد
تهكم عامر بأبي براء ... ليخفره وما خطأ كعمد
الا أبلغ ربيعة ذا المساعي ... فما أحدثت في الحدثان بعدى
ابوك ابو الحروب ابو براء ... وخالك ماجد حكم بن سعد
ثم ان ربيعة بن أبى براء حمل على عامر بن الطفيل فطعنه طعنة أرداه عن فرسه فقال عامر (لا دينهما) بلام القسم ثم همزة ثم مهملة مكسورة ثم تحتية مفتوحة ثم نون التأكيد أي لاؤدين ديتهما (يحرضه) بالحاء المهملة والضاد المعجمة أي يحثه (بني أم البنين) اسمها ليلة بنت عامر وكنيت باولادها الاربعة قال لبيد (نحن بني أم البنين الاربعة) (ألم يرعكم) بفتح أوله وضم الراء أى لم يفزعكم ويفجعكم (ذوائب) جمع ذؤابة وهى طرف الشيء (تهكم عامر) أي تعييبه (الحدثان) بكسر الحاء واسكان الدال المهملتين أي القرب يقول كنت أعهدك قديما شجاعا فما أدري ما حدث لك في القرب هل أنت كما أعهد أولا (ماجد) أي كريم (أرداه عن فرسه) أي أسقطه عنه
هذا عمل أبى براء ان أمت فدمي لعمي فلا يتبعن به وإن أعش فسأرى رأيى فيما أتي إلي وعاش عامر بعدها حتي قدم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو وأربد بن ربيعة وكانا قد تمالآ على الفتك به فحين منعهما الله من ذلك انصرفا متهددين فدعا عليهما النبى صلى الله عليه وآله وسلم فهلك اربد بالصاعقة وعامر بالطاعون قبل أن يصلا الى أهلهما والله أعلم
[,
(فصل) في فضل شهداء بئر معونة وفضل الشهداء ومزيتهم مما أخرجه الشيخان سوى ما تقدم في شهداء أحد قال الله تعالى وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ الآيات قيل نزلت فيهم وقيل في شهداء أحد وقال أنس دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الذين قتلوا اصحاب بئر معونة ثلاثين غداة وفي رواية أربعين وانزل الله فيهم قرآنا قرأناه ثم نسخ بعد منه بلغوا قومنا ان قد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه رواه البخاري* وروي أيضا ان عامر بن الطفيل قال لعمرو بن امية الضمري من هذا واشار الى قتيل فقال هذا عامر بن فهيرة فقال لقد رأيته رفع الى السماء حتى انى لانظر الى السماء بينه وبين الارض ثم وضع فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما احد يدخل الجنة يحب ان (لعمى) يريد أبا براء (وعاش عامر بعدها) هذا هو الصواب ووقع في تفسير البغوي انه قتله وهو خطأ (حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم) سيأتى ذكر وفادتهما حيث ذكره المؤلف ان شاء الله تعالى (أربد) بالراء والموحدة والمهملة قال الشمني أخو لبيد بن ربيعة لابيه ولبيد بن ربيعة صحابى رضي الله عنه (تمالآ) أى تواطا (الفتك) أي الاخذ على غرة (فحين منعهما الله من ذلك) وذلك ان عامرا كان يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأربد يختله بالسيف فاخترط منه شبرا ثم حبسه الله عنه فلم يقدر على سله فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى أربد وما صنع فقال اللهم اكفنيهما بما شئت وفي الشفا قال والله ما همت ان أضربه الا وجدتك بينى وبينه أفأضربك (متهددين) أي متوعدين (فهلك أربد بالصاعقة) زاد البغوي في يوم صحو قائظ (وعامر بالطاعون) وهو على ظهر فرسه (وقال أنس الى آخره) أخرجه عنه الشيخان وفيه ندب القنوت للنازلة (ونزل فيهم قرآن قرأناه) قال السهيلي ليس عليه رونق الاعجاز فيقال انه لم ينزل بهذا النظم بل بنظم معجز كنظم القرآن (ثم نسخ بعد) لا ينافيه انه خبر والخبر لا ينسخ اذ المنسوخ منه الحكم الثابت للقرآن فقط (وروي أيضا) مبنى للفاعل يعني البخاري (هذا عامر بن فهيرة) قتله جابر بن سلمة ثم أسلم بعد ذلك قال ابن عبد البر فكان يقول ما دعاني الى الاسلام الا اني طعنت رجلا منهم فسمعته يقول فزت والله فقلت في نفسى ما فاز أليس قد قتلته حتى سألت بعد ذلك عن قوله فقالوا الشهادة فقلت فاز نعم. والله (رفع الى السماء) قال في التوشيح وفي رواية الواقدي ان الملائكة وارته فلم يره المشركون وفي مصنف
يرجع الى الدنيا وله ما على الارض من شيء الا الشهيد يتمنى ان يرجع الى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة متفق عليه وقال صلى الله عليه وآله وسلم والذى نفسي بيده لولا ان رجالا من أمتي لا تطيب انفسهم ان يتخلفوا عني ولا اجد ما أحملهم عليه ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله والذى نفسي بيده لوددت انى اقتل في سبيل الله ثم احيا ثم اقتل ثم احيا ثم اقتل ثم احيا ثم اقتل ثم أحيا رواه البخارى ونحوه او اقرب منه في مسلم وقال صلى الله عليه وآله وسلم من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منال الشهداء وان مات على فراشه وقال صلى الله عليه وآله وسلم من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق رواهما مسلم وقال صلى الله عليه وسلم ما تعدون الشهيد فيكم قالوا يا رسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد قال ان شهداء امتى اذا لقليل قالوا فمن هم يا رسول الله قال من قتل في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في الطاعون فهو شهيد ومن مات في البطن فهو شهيد والغريق شهيد روياه وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال الشهداء خمسة المطعون والمبطون والغريق عبد الرزاق وغيره ان عامرا التمس يومئذ في القتلى ففقد فيروى ان الملائكة رفعته أو دفنته (متفق عليه) أي اتفق على تخريجه الشيخان وأخرجه أيضا الترمذي والنسائي من حديث أنس (والذي نفسي بيده الى آخره) أول الحديث تضمن الله تعالى لمن يخرج في سبيله لا يخرجه الا جهاد في سبيلي وتصديق برسلي فهو على ضامن ان أدخله الجنة أو أرجعه الى مسكنه الذي خرج منه نائلا ما نال من أجر أو غنيمة والذي نفسي بيده ما من كلم يكلم في سبيل الله الا جاء يوم القيامة كهيئته يوم كلمه لونه لون دم وريحه ربح مسك (رواه البخاري ونحوه أو قريب منه في مسلم) وأخرجه مالك والنسائي كلهم عن أبي هريرة (من سأل الله الشهادة بصدق الى آخره) أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث سهل بن حنيف (على شعبة من النفاق) أى على خلق من أخلاق المنافقين قال عبد الله بن المبارك فنرى بضم النون أى نظن ان ذلك كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال النووي هذا الذي قاله يحتمل وقال غيره هو عام والمراد ان من فعل هذا فقد أشبه المنافقين المتخلفين عن الجهاد في هذا الوصف وان لم يكن كافرا (ما تعدون الشهيد فيكم) أخرجه مالك ومسلم والترمذى من حديث أبي هريرة (ومن مات في البطن فهو شهيد) قال النووي المراد بالبطن الاسهال وقيل الذي به الاستسقاء وانتفاخ البطن وقيل الذى يشتكي بطنه وقيل الذي يموت بداء بطنه مطلقا قال في الديباج وهذا الآخر هو الذى جزم به القرطبي (والغريق شهيد) أى ان لم يغرق نفسه ولم يهمل الغرر فان فرط حتى غرق فهو عاص قاله القرطبي (الشهداء خمسة) قال في الديباج هم أكثر من ذلك وقد جمعتهم في كراسة فبلغوا ثلثين وأشرت اليهم في
وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله أخرجه البخارى في ترجمة باب الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله وكأنه اشار الى ان الحديث المطابق للترجمة ليس على شرطه وقد خرجه مالك والنسائي بسند جيد فذكر المطعون والمبطون والغريق والحريق وصاحب ذات الجنب والذى يموت تحت الهدم والمرأة تموت بجمع وهى التى تميتها الولادة وقيل التي تموت بكرا والله اعلم*
[