في أواخر السنة السادسة حين رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية، أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم كتبًا إلى ملوك العالم يدعوهم فيها إلى الإسلام. فعَنْ أَنَسِ بن مالك -رضي الله عنه- «أَنَّ نَبِيَّ الله صلى الله عليه وسلم كَتَبَ إلى كِسْرَى، وإِلَى قَيصَرَ، وإلَى النَّجَاشِيِّ، وإلَى كُلِّ جَبَّارٍ يَدْعُوهُمْ إلى الله تَعَالَى، وَلَيْسَ بِالنَّجَاشِيّ الَّذِي صَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم» (رواه مسلم).
وقد اختار النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه رسلًا ذوي خبرة معرفة وأرسلهم إلى الملوك، فبعث دحية بن خليفة الكلبي إلى قيصر (ملك الروم)
وبعث عبد الله بن حذافة السهمي إلى كسرى (ملك فارس)
وبعث عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي (ملك الحبشة)
وبعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس (ملك الإسكندرية)
وبعث عمرو بن العاص السهمي إلى جيفر وعياد ابني الجلندى الأزديين (ملكي عمان)
وبعث سليط بن عمرو إلى ثمامة بن أثال وهوذة بن علي الحنفيين (ملكي اليمامة)
وبعث العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوى العبدي (ملك البحرين)، وبعث شجاع ابن وهب الأسدي إلى الحارث بن أبي شمر الغساني (ملك تخوم الشام) [السيرة النبوية لابن هشام].
وبتلك الكتب كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أبلغ دعوته إلى أكثر ملوك الأرض، وليس عليه تحصيل الهداية والإسلام منهم، قال تعالى: (فَإِنَّمَا عَلَيۡكَ ٱلۡبَلَٰغُ وَعَلَيۡنَا ٱلۡحِسَابُ) [الرعد: 40]، ويكفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلَّغ رسالة الإسلام إلى بقاع شتى في مختلف أصقاع الأرض، فمنهم من آمن به، ومنهم من كفر، لكنه صلى الله عليه وسلم عُرِف لديهم باسمه ودينه.