قال تعالى:(لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) [المجادلة: 22].
فمن موالاة رسول الله صلى الله عليه وسلم: محبة وتقدير أهل بَيتِه صلى الله عليه وسلم الذين أسلموا وساروا على سُنَّتهِ، قال صلى الله عليه وسلم: «أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي..» (رواه مسلم)، وآل بيته صلى الله عليه وسلم هم: أزواجه وذُرِّيَّتِه وقَرَابتِه الذين حُرِّمت عليهم الصَّدقة، فلا يجوز انتقاص أي منهم أو سَبُّه، كما لا يجوز ادعاء العصمة لهم أو دعاؤهم من دون الله.
ومحبة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين آمنوا به وصَدَّقوه، وعدم الخوض في أي منهم بسوء، فقد مدحهم الله تعالى، فقال في كتابه العزيز: ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ) [الفتح: 29]، وقال صلى الله عليه وسلم فيهم: «لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي؛ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ» (رواه مسلم).
فمن الواجب على كل مسلم محبة أهل بيته وأصحابه وبرهم، ومعرفة حقهم، والثناء عليهم، والاقتداء بهم، والإمساك عما شجر بينهم، ومعاداة من عاداهم أو سبهم، أو قدَحَ في أحد منهم.
ومن ذلك محبة أهل العلم الذين ينقلون سُنَّتَه وهَدْيَه وموالاتهم، وترك انتقاصهم والخوض في أعراضهم، وكذلك محبة كل مُستَنٍّ بِسُنَّتِه ومقتفٍ أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك معاداة أعدائه من الكفار والمنافقين والذين ينتقصونه صلى الله عليه وسلم أو آل بيته أو صحابته صلى الله عليه وسلم، وغيرهم من أهل البدع والضلال.