نزلت آية التيمم في عودة النبي صلى الله عليه وسلم وجيش المسلمين من غزوة بني المصطلق (المريسيع)، تحدثنا عن ذلك السيدة عائشة - رضي الله عنها- أنها خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره [قيل: هي غزوة بني المصطلق (المُريسيع)، وذهب إلى ذلك ابن سعد وابن حبان، وجزم به ابن عبد البر في الاستذكار ، انظر فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن رجب، وقال ابن الملقن: أجمعَ أهلُ السِّيرِ أن قصةَ الإفكِ كانت في غزوة المريسيعِ، وهي غزوةُ بني المصطلق. وفي «الصحيح» أنه ضاع عقدُها في هذِه الغزوةِ .. انظر: التوضيح لشرح الجامع الصحيح، ومصابيح الجامع لابن الدماميني]، خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى بَعْضِ أَسْفَارِهِ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ - أَوْ بِذَاتِ الْجَيْشِ - انْقَطَعَ عِقْدٌ لِى، فَأَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْتِمَاسِهِ، وَأَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ، وَلَيْسُوا عَلَى مَاء
لما انقطع عقد لها في وكانوا بالصحراء، أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماس العقد، وأقام الناس معه، ولم يكن معهم ماء، فأتى الناس إلى أبي بكر الصديق، فقالوا: ألا ترى ما صنعت عائشة؟ أقامت رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس، وليسوا على ماء وليس معهم ماء؟! فغضب أبو بكر وجاء إلى عائشة ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذها قد نام، فقال لها أبو بكر معاتبًا: «حَبَسْتِ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسَ، وَلَيسُوا عَلَى مَاءٍ وَلَيسَ مَعَهُم مَاء»؟! وظل يعاتبها حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبح على غير ماء، فأنزل الله آية التيمم، فقال أُسيَد بن الحضير: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر! ثم قالت: «فَبَعَثْنَا الْبَعِيرَ الَّذِي كُنْتُ عَلَيْهِ، فَأَصَبْنَا الْعِقْدَ تَحْتَهُ» (رواه البخاري) .