في شهر ربيع الأول من هذه السنة توفي إبراهيم ابن الرسول صلى الله عليه وسلم من مارية القبطية، وكان طفلا عمره ثمانية عشر شهرًا [الطبقات الكبرى، لابن سعد]،.
وقد دخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مرض الموت فضمه وقبَّله، ثم فاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يراه يُحتضَر، فقال له عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- متعجبا: وأنت يا رسول الله؟!
فقال صلى الله عليه وسلم «يَا ابْنَ عَوْفٍ إِنَّهَا رَحْمَةٌ [ثُمَّ أَتْبَعَهَا بِأُخْرَى فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ» (رواه البخاري).
وغسَّله الفضل بن عباس، ورسول الله صلى الله عليه وسلم والعباس جالسان، ثم حُمل وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم عند القبر والعباس إلى جنبه، ونزل في حفرته الفضل بن عباس وأسامة بن زيد.
وخسفت الشمس ذلك اليوم، فقال الناس لموت إبراهيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَصَلُّوا» (رواه البخاري). وقد مات إبراهيم -رحمه الله- يوم الثلاثاء لعشر ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة عشر من الهجرة [المصدر السابق].