,
وحينما أراد الله أن يتم نوره2 ويعلي كلمته جاء نصر الله والفتح، وأقبل الحق يسعى إلى البلد الأمين، كما يقبل الصيب3 الهتون، فاهتزت له بطحاء مكة وربت، واخضر به الوادي الجديب4، وتفتحت لاستقباله القلوب، وبدأت مكة عهدًا جديدًا توارى فيه شبح الوثنية البغيض إلى غير مآب5، ودخل الناس في دين الله أفواجًا {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} 6.
__________
1 انظر تفاصيلها في:
"صحيح البخاري" 4025 وما بعده، و"مسلم" 2494، 1113، 1357، 1781، 1355، 1329، و"سنن أبي داود" 2592، 3109، 2017، 4106، 2683، 2684، 2685، 3024، و"ابن ماجه" 2817، 3109، 2624، 2805، و"الترمذي" 1679، 1693، و"النسائي" 7/ 105، 106، 5/ 201، و"مجمع الزوائد" 6/ 162، و"طبقات ابن سعد" 2/ 134، و"سيرة ابن هشام" 4/ 3، و"مغازي الواقدي"، و"أنساب الأشراف" 1/ 170، و"تاريخ الطبري" 3/ 42، و"السيرة لابن حزم" 223، و"عيون الأثر" 2/ 212، و"نهاية الأرب" 17/ 287، و"شرح المواهب" للزرقاني 2/ 298، و"المواهب" 1/ 560، و"السيرة الحلبية" 3/ 81، و"الشامية" 5/ 304، و"البداية" 4/ 278، و"دلائل النبوة" لأبي نعيم 519، وغير ذلك.
2 أي جاء الوقت الذي قضى الله فيه وقدر إتمام نوره.
3 المطر الغزير الذي يروي.
4 فعيل بمعنى مفعول، أي المجدب الذي لا اخضرار فيه.
5 أي إلى غير رجعة.
6 سورة الحج، الآية 24.
,
أما ذلك الصحابي الجليل فهو حاطب بن أبي بلتعة -رضي الله عنه- وأما موقفه فقد كان غريبًا لأنه لا يتلاءم مع تاريخه المجيد وماضيه الكريم، إذ كانت له في هذا اليوم كبوة كبيرة وزلة مشينة1، وذلك أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لما عزم على فتح مكة، عمل على إخفاء مسيره، ووصى أصحابه بكتمان هذا الأمر وقال: "اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها" ... وتلك خطة حربية ناجحة، فإن الحرب خدعة، ومباغتة الأعداء سلاح قوي لا يفل حده.
ولكن حاطبًا المؤمن زلت به القدم في لحظة من اللحظات، وكم للنفس البشرية من زلات يتغلب فيها الشيطان على الإنسان2 فيغطي الحقائق ويعمي المسالك، ويظهر الشر والقبح في مظهر الحسن والجمال، وهذا هو من سمات الضعف البشري والعجز الإنساني الذي عناه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون" 3.
__________
1 من غير أن يقصد، أو يعلم ما قد ستئول له الفعلة تلك.
2 أو يهون له الأمور، ويخفي عنه نتائجها.
3 أخرجه الترمذي 2499، وابن ماجه 4251، والدارمي 2/ 303، والحاكم 4/ 244 وصححه البغوي في "شرح السُّنة" 5/ 92، وانتصر ابن القطان لتصحيح الحاكم، وضعفه جماعة، والقول أن حديث حسن صحيح، لا بشواهده، كما في "اتحاف السادة المتقين" 1/ 409، وانظر "صحيح الجامع" 4391، و"مشكاة المصابيح" 2341 وغير ذلك.
أجل، زلت قدم حاطب فأرسل كتابًا إلى قريش يخبرهم فيه بما اعتزمه الرسول -صلى الله عليه وسلم- من السير إليهم، ثم أعطاه امرأة من مزينة وجعل لها جعلًا على أن تبلغه لقريش، فوضعته في شعرها وفتلت عليه قرونها، وكان في هذا الخطاب: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد توجه إليكم بجيش كالليل، يسير كالسيل، وأقسم بالله لو سار إليكم وحده لنصره الله عليكم: فإنه منجز له ما وعده1.
وقد جاء الخبر إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بوحي من الله -عز وجل- فبعث علي بن أبي طالب والزبير بن العوام -رضي الله عنهما- وقال لهما: "أدركا امرأة قد كتب معها حاطب بن أبي بلتعة بكتاب إلى قريش يحذرهم فيه ما قد أجمعنا له في أمرهم". فخرجا حتى أدركاها في الطريق، استخرج علي بن أبي طالب منها الكتاب، ثم أتى به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حاطبًا فقال: "يا حاطب: ما حملك على هذا"؟ فقال: يا رسول الله، أما والله إني لمؤمن بالله ورسوله، ما غيرت ولا بدلت، ولكني كنت امرأ ليس لي في القوم أصل ولا عشيرة، وكان لي بين أظهرهم ولد وأهل فصانعتهم عليهم. فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، دعني فلأضرب عنقه فإن الرجل قد نافق.
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "وما يدريك يا عمر، لعل الله اطلع على أصحاب بدر
__________
1 "الروض الأنف" 2/ 666، وليس إسناده بالمعتمد، أعني لفظ الكتاب المذكور، وفي سند واهٍ عند الواقدي، أنه أرسل الكتاب لسهيل بن عمرو، وصفوان بن أمية، وعكرمة ولفظه: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أذن في الناس بالغزو، ولا أراه يريد غيركم، وقد أحببت أن تكون لي عندكم يد. "فتح الباري" 7/ 521.
ولم أقف على سند يعتمد عليه في لفظ الكتاب، والذي في الصحيحين وغيرهما من حديث علي: فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناسٍ من المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يزد على هذا.
فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" 1.
إلا أن في هذا الحادث لعبرة بالغة، فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- يلقي على العالمين درسًا نافعًا في تقدير الأعمال ووزن الخير والشر بميزان سليم، والتماس المعذرة للمخطئ إذا وضحت له الحقيقة فرجع وتاب وأناب، وكثير من الناس يختلط الأمر عليهم فلا يغفرون السيئة الصغيرة مهما تقدمها من الحسنات الكبار، ولكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد عرف طبيعة الإنسان وتسلط الشيطان عليه 2، ثم عرف ما ذلك قول الله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} 3، وقوله: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَه} 4 وقوله: {إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} 5، قد وضع ذلك كله في الميزان، فغفر لذلك الصحابي الجليل زلته الطارئة أمام بلائه السابق في خدمة الإسلام وحضوره غزوة بدر ابتغاء مرضاة الله وجهادًا في سبيله.
__________
1 لفظ البخاري، 4025، ومسلم 2494 وغيرهما.
2 في بعض الأحيان حين يقل من ذكر الله.
3 سورةهود، الآية 114.
4 سورة الزلزلة، الآيتان 7، 8.
5 سورة الفرقان، الآية 70.
الرسول -صلى الله عليه وسلم- والمسلمون في الطريق إلى مكة:
وتهيأ المسلمون -وعلى رأسهم قائدهم الأمين- ليتخذوا طريقهم إلى مكة، وقد أراد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ألا يترك لقريش فرصة يتجهزون فيها للحرب حتى يأخذهم على حين غفلة فيستسلموا دون أن تزهق الأرواح وتسفك الدماء، لذلك أصدر أمره بالتعبئة العامة، فتسابق المسلمون إلى تلبية النداء والانضمام تحت اللواء.
ثم تحرك جيش المسلمين في الثامن من رمضان1، من السنة الثامنة للهجرة، وقد انضم في الطريق جماعات من قبيلة أسلم ومزينة وغطفان، حتى بلغ عددهم عشرة آلاف2، وظلوا سائرين حتى وصلوا بعد سبعة أيام إلى مر الظهران وهو وادٍ على مقربة من مكة.
وقد أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يوقد كل فرد نارًا لتظهر قوة الجيش الإسلامي القريب من مكة، فيلقي الرعب في قلوب قريش فتأتي صاغرة للتسليم، وكان أبو سفيان بن حرب خرج يتلمس الأخبار3، ويستطلع الخطر الذي شاعت أنباؤه في مكة.
وفي جنح الظلام وعلى مقربة من نيران المسلمين لاقاه العباس بن عبد المطلب فناداه، فوقف له أبو سفيان وقال: ما وراءك؟ قال العباس: هذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتاكم بما لا قبل لكم به. قال أبو سفيان: فما الحيلة فداك أبي وأمي؟
قال العباس: أنصحك بأن تركب ورائي -وكان يركب بغلة رسول الله، صلى الله عليه وسلم- فآتيه بك وأستأمن لك.
وأردف العباس أبا سفيان وسار نحو خيمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
يقول العباس: فلما مررت بنار عمر بن الخطاب عرف أبا سفيان فأسرع إلى
__________
1 هذا المشهور، وعند أحمد بسندٍ قويٍّ من حديث أبي سعيد: خرجنا عام الفتح لليلتين خلتا من شهر رمضان. وفي "مسلم" خرجنا لست عشرة، ولأحمد في رواية أخرى لثماني عشرة، وفي أخرى ثالثة لثنتي عشرة. وقيل غير ذلك.
2 وفي "الإكليل" و"شرف المصطفى" بلغوا اثني عشر ألفًا. وذكر العشرة آلاف وقع في "صحيح مسلم" وغيره، ولعلهم خرجوا عشرة آلاف، ثم التحق بهم ما جعلهم يبلغوا اثني عشر ألفًا.
3 ومعه حكيم بن حزام، وبديل بن ورقاء، كما في البخاري وغيره.
خيمة النبي -صلى الله عليه وسلم- وطلب أن يضرب عنقه.
فقال العباس: إني قد أجرته.
فقال -صلى الله عليه وسلم: "اذهب به يا عباس إلى رحلك. فإذا أصبحت فأتني به". فلما كان الصباح جاء به العباس إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم: "ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أنه لا إله إلا الله؟ " قال أبو سفيان: ما أحلمك وأوصلك، والله لقد ظننت أن لو كان مع الله إله غيره، لقد أغنى عني شيئًا. فتدخل العباس، وقال له: ويحك أسلم قبل أن تضرب عنقك. فأسلم1، فقال العباس: يا رسول الله: إن أبا سفيان رجل يحب الفخر، فاجعل له شيئًا.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "نعم: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن".
__________
1 في روايات أصح أنه أسلم قبل عرض الجيش عليه.
,
وبعد ذلك أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- العباس أن يقف مع أبي سفيان على الطريق الضيق المؤدي إلى مكة، حتى تمر عليه جنود المسلمين، ومرت القبائل بأبي سفيان وهو يسأل عنها العباس. حتى قال: يا عباس، ما لأحدٍ بهؤلاء قبل ولا طاقة. وأسرع إلى مكة يصيح بأعلى صوته: يا معشر قريش، هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به. من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن.
وركب الرسول -صلى الله عليه وسلم- ناقته القصواء، وأصدر الأوامر إلى قادة الجيش، ألا تقاتل
إلا إذا أكرهت على القتال، وساروا حتى دخلوا مكة، ولم يحدث إلا مناوشات خفيفة وأهمها ما لاقاه خالد بن الوليد قائد الجناح الأيمن، فقد قتل حوالي عشرين رجلًا1 ممن وقفوا في طريقه، ولم يقتل من المسلمين سوى اثنين.
ولما تم للمسلمين الاستيلاء على مكة نظر الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى البلد الأمين وإلى الجبال التي كان يأوى إليها حين يشتد به أذى قريش، فترقرقت في عينيه دمعة شكر لله، ثم سار حتى بلغ البيت الحرام فطاف به سبعًا ثم استلم الحجر، وتكاثر الناس حوله في المسجد فخطبهم وتلا عليهم قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} 2.
ثم قال: "يا معشر قريش ويا أهل مكة: ما ترون أني فاعل بكم؟ " قالوا: خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم. قال: "اذهبوا فأنتم الطلقاء" وبهذه الكلمة صدر العفو العام عن أهل مكة جميعًا. وهكذا سقط أكبر معقل للوثنية في بلاد العرب، وكان ذلك في اليوم العشرين من رمضان.
__________
1 أو أزيد بقليل.
2 سورة الحجرات، الآية 13.
,
ثم دخل رسول الله الكعبة، وكان بداخلها وخارجها أصنام تعبدها قريش، فأخذ يشير إليها بقضيب في يده ويقول: {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً} 1 وأمر بإخراجها وتحطيمها وتطهير البيت الحرام منها.
__________
1 سورة الإسراء، الآية 81.
وبعد أن استتب الأمن بوجه عام أخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- يرسل السرايا إلى القبائل المجاورة لمكة يدعوها إلى الإسلام وتحطيم الأصنام، فهدمت العزى ومناة وسواع1.
وبذلك ذهبت هيبة الأوثان من النفوس وزال سلطانها، واستنار العالم العربي بنور التوحيد الوضاء.
وهكذا قضى الإسلام على الوثنية والشرك في أغلب جزيرة العرب، وأنشأ لها تشريعات جديدة كانت أساس الخير والبركة.
ثم شرع الناس يبايعون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكان ممن أسلم في هذا اليوم: معاوية بن أبي سفيان، وأبو قحافة والد أبي بكر الصديق، وقد فرح الرسول -صلى الله عليه وسلم- كثيرًا بإسلامه.
ولما تمت بيعة الرجال، بايعه النساء وكن يبايعن: على ألا يشركن بالله شيئًا، ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن، ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن، ولا يعصين الرسول في معروف.
ثم أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بلالًا أن يؤذن على ظهر الكعبة، فكان يومًا مجموعًا له الناس وكان يومًا مشهودًا، وكان من الحق على المسلمين أن يتخذوا هذا اليوم عيدًا، يحمدون الله فيه على هذه النعمة الكبرى والنصر العظيم.
بعد أن تم فتح مكة، واجتمع الناس حول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان منهم من ائتمروا به ليقتلوه، ومن قاتلوه في بدر، وفي أحد، وحاصروه في غزوة الخندق،
__________
1 العزى: صنم بجهة نخلة بين مكة والطائف، ومناة: صنم كان للأوس والخزرج على جبل بالقرب من البحر الأحمر، وسواع: صنم لهذيل على بعد ثلاثة أيام من مكة. المؤلف.
وعذبوه وأصحابه، نظر إليهم وهم جميعًا في قبضة يده: أمره نافذ في رقابهم، وحياتهم رهن كلمة ينطق بها، فلم يأخذه العجب والغرور بما وصل إليه من مجد وسلطان، ولم يطف بنفسه ما يتملك نفوس الناس ساعة النصر والظفر من ظلم وطغيان، بل وحتى لم يفكر في الانتقام لنفسه والمسلمين عمّا أصابهم على أيدي قريش من الأذى والعدوان، ولكنه نظر إلهم نظرة كلها عفو ورحمة وقال لهم: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، فكان مثلًا كريمًا في سمو النفس، والعفو عند المقدرة.
كما ضرب المثل في المحافظة على الدماء، بإصدار الأوامر إلى قادة الجيوش ألا تسفك دمًا إلا إذا أكرهت إكراهًا.
وقد كان من أثر هذه السياسة أن كسب الرسول -صلى الله عليه وسلم- قلوب أهل مكة، فأقبل على الإسلام فتيان قريش وشيوخها ونساؤها، ولم يحجم عنه إلا نفرًا أكل الحقد قلوبهم، ثم لم يلبثوا إلا قليلًا حتى شرح الله صدورهم للإسلام.
غزوة حنين