ثم بعد ذلك فترَ الوحي -أي: انقطع وتأخر مدة من الزمن- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويؤيد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «ثُمَّ فَتَرَ عَنِّي الْوَحْيُ فَتْرَةً» (رواه البخاري) ولم يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم كم كانت مدة انقطاع الوحي، واختلف المؤرخون في ذلك، وقد روى ابن سعد عن ابن عباس ما يفيد أنها كانت أياما [فتح الباري].
ولعل من حكمة الله في انقطاع الوحي ليذهب ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وجده من الروع، وليحصل له التشوف إلى العود [فتح الباري].
فلما ثبتت أعلام الحقيقة، وعرف رسول الله صلّى الله عليه وسلم معرفة اليقين أنه أضحى نبيا لله الكبير المتعال، وأن ما جاءه سفير الوحي جبريل عليه السلام ينقل إليه خبر السماء وصار تشوفه وارتقابه لمجيء الوحي سببا في ثباته واحتماله عندما يعود، جاءه جبريل عليه السلام للمرة الثانية( بتصرف من الرحيق المختوم)