لما أن جهر النبي صلى الله عليه وسلم بدعوة الإسلام، ونال صناديد قريش منه ومن صحابته الكرام رضي الله عنهم، بحث النبي صلى الله عليه وسلم عن دار تكون بعيدة عن أعين المشركين ومجالسهم، فيجتمع فيها بالمسلمين سرًّا
ليعلمهم شرائع الإسلام ويتلوا عليهم آيات الرحمن، ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، فاختار الرسول صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم، ومن دون شك أن الرسول صلى الله عليه وسلم لو اجتمع بالمسلمين علنًا لحاول المشركون إيذاءه ومن معه من المؤمنين؛ صدًّا منهم عن سبيل الله، وربما أدى ذلك إلى تصادم الفريقين، فكان من الحكمة في هذه المرحلةِ السرية والاختفاء، فكان الصحابة يخفون إسلامهم وعبادتهم.
أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يجهر بالدعوة والعبادة بين المشركين لا يصرفه عن ذلك شيء، ولكن كان يجتمع مع المسلمين سرًّا؛ لصالحهم وصالح الإسلام [السيرة النبوية لابن هشام].